أنواع نعمة الســتر

كل صباح اشتري (جريدة ) من بائع الصحف ، الذي علمني مرةً درساً مهماً ، سيبقى محفورا» في ذاكرتي مدى الحياة !!
فقد سألته ذات مرةً : كيف حالك اليوم يا عماه؟
فقال لي : أحمد الله، أعيش في نعمة الستر !!
فأدهشتني إجابته، وسألته : ولم› الستر تحديداً؟
فقال لي : لأنني مستور من كل شيء !
قلت له مداعباً : عن أيّ سترٍ تتحدث، وقميصك مرقّع بألوانٍ شتى من الخيوط..والخرق ؟!
فقال لي : يا بنيّ، الستر أنواع :
-فأنت عندما تكون مريضاً ولكنك قادر على السير بقدمَيك دون مساعدة من أحد فانت مستور من مذلّة المرض .. او الغير..في ظل ارتفاع أجور معاينة الأطباء أو غلاء الأدوية..أو فقدانها..او إدارة الصيدليات الخاصة من قبل أشخاص غير صيدلانيين…
-وعندما يكون معك مبلغ بسيط يكفيك لتنام وأنت شبعان حتى و لو كان خبزاً، فهذا ستر من مذلّة الجوع…والعوز أو تحمل الإساءة التي تصدر عن بعض النفوس المريضة لبعض موزعي الخبز والغاز والوقود في الحي..أو محطات الوقود
-و عندما يكون لديك ملابس، ولو كانت مرقّعة، فهذا ستر من مذلّة البرد…والعري..والاستغناء عن ارتياد محال الألبسة الجديدة والمستعملة في ظل غياب إعلان التسعيرة على السلع الموجودة في رفوف محالهم ..او ارتفاع أجور الخياطة
-و عندما تكون قادراً على الضحك رغم حزنك فهذا ستر من مذلّة الانكسار..أو الغم الذي يصيبك عندما ترى طلاب المدارس الصغار دون الثامنة عشرة من الجنسين.. يرتادون المقاهي التي انتشرت بكثرة دون ضابط ..
-و عندما تكون قادراً على قراءةصحيفة او كتاب..او وصفة دواء أو رسالة من عزيز في جوالك فهذا ستر من مذلّة الجهل..في ظل ارتفاع أجور ساعات التدريس الخصوصية بشكل لا يطاق
وانتشار هذه الظاهرة دون محاسبة او رقابة والتي سببها تقصير المدرسين في أداء واجبهم في المدرسة كما يجب..
-و عندما تستطيع أن تتصل في أيّ وقت بأهلك لتطمئن عنهم وتطمئنهم عنك، فهذا ستر من مذلّة الوحدة…والتنقل بين محال وبسطات بيع الجوالات الجديدة والمستعملة المرخصة وغير المرخصة ..
-و عندما يكون لديك وظيفة أو مهنة،مهما كان نوعها، تغنيك عن مد يدك للآخرين فهذا ستر من مذلة السؤال…والبحث عن عمل لدى القطاع الخاص ومتاعبه …
-و عندما يبارك لك الله في أولادك وبناتك، في صحتهم وتعليمهم، وزواجهم، وبيوتهم،ويوفقهم في حياتهم فهذا ستر من مذلة القهر..أو الحسرة..على ما تسمعه من خصومات بين الأبناء وذويهم، ولأتفه الأسباب…
-و عندما يكون لديك زوجة صالحة، تحمل معك همّ الدنيا،وتعينك على ما انت فيه من متاعب واعباء فهذا ستر من مذلّة الانكسار ..
وتابع …وتكاد دموعه تبلل وجنتيه:
تذكّر دائما..واحمد الله أنك تملك ( نِعَماً كثيرة ) يتمناها ملايين‏ البشر، و هي نعمة الستر ..
( الستر يا بنيّ، ليس ستر فلوس، وإنما ستر نفوس )
سترنا الله وإياكم بستره الجميل في الدنيا والآخرة . …آمين..!

 

المزيد...
آخر الأخبار