نشر محيي الدين العوير في صفحته مقالاً يعرف بالباحث الآثاري كامل عبد العزيز شحادة .وهذا نص المقال ننشره لأهمية الباحث شحادة:
ولد الباحث الأثري (كامل عبد العزيز شحادة) في قرية كفرومة (قضاء معرة النعمان) التابعة لمحافظة إدلب السورية عام 1919م .
بدأ عمله في مجال الآثار أواخر عهد الاحتلال الفرنسي لسورية حيث قضى سنين خدمته الأولى في دائرة آثار حلب في أواخر عهد الاحتلال الفرنسي لسورية ثم نقل إلى دمشق وبعدها إلى حماة حيث افتتح مكتبا لرعاية الآثار في مبنى سينما الشرق بحماة حالياً.
بدأ بترميم قصر أسعد باشا العظم في حماة (متحف حماة سابقاً) بين عامي 1961-1964م كما قام بدراسات شاملة لكافة الأوابد الأثرية القائمة في المحافظة مع تلالها مثل:
قناة العاشق؛ الطواحين المائية المقامة على نهر العاصي؛ الأضرحة؛ التلال الأثرية؛ دراسة الجامع الكبير وقصر الطيارة الحمراء حيث تم الاستعانة بتلك الدراسة أثناء إعادة بناء الجامع الكبير والعودة به لسابق عهده.
كما عمل بترميم أعمدة الشارع الطويل في مدينة أفاميا الأثرية وأشرف شخصياً على حفريات وترميم دير الأقواس المعروف بقصر ابن وردان وأعد كتيباً خاصاً عنه.
كان لكامل شحادة دور أساسي في تأسيس دائرة آثار معرة النعمان في محافظة إدلب حيث بذل جهوداً كبيرة في إقناع المديرية العامة للآثار والمتاحف بتأسيس هذه الدائرة وإنشاء متحف يضم اللقى الأثرية التي يمكن العثور عليها في منطقة المعرة.
وفي عام 1983 م صدر مرسوم بإحداث دائرة آثار في معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب ومتحف معرة النعمان في خان مراد باشا الأثري فانتقل إلى هناك حيث تسلم منصب رئيس دائرة آثار المعرة. فعمل على ترميم خان مراد باشا وتحويله إلى متحف عرض فيه روائع لوحات الفسيفساء واللقى الأثرية المكتشفة في المعرة وما حولها.
كما قام بإجراء مسح كامل للمواقع الأثرية في المنطقة من تلال ومدن منسية، وتعتبر كتاباته مصدراً مهماً جداً لتوثيق معالم تلك المباني التي ضاعت معظم ملامحها. إلى جانب عمله الدؤوب في موقع البارة الأثري.
قام الباحث كامل شحادة بإجراء دراسة لتحديد موقع ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز بدقة؛ واستطاع من خلال هذه الدراسة إثبات المكان الدقيق للضريح في قرية دير شرقي (الواقعة شرق مدينة معرة النعمان) ومن ثم العثور على قبر الخليفة عمر بن عبد العزيز.
كان كامل شحادة مديراً ميدانياً فمكتبه كرئيس دائرة آثار المعرة كان بين الآثار وليس في الغرف المكيفة، كان متابعاً لإزالة المخالفات والتعديات عن الآثار، وله دور بارز في حماية قلعة معرة النعمان.
وهو أول من نشر في مجلة الحوليات الأثرية التي تصدرها المديرية العامة للآثار والمتاحف .
شارك في عدة بعثات تنقيب أثري عربية وأجنبية ورافق عدداً من العلماء والباحثين الأجانب مثل :(جورج تشالينكو) و (جان بالتيه) لمدة ثماني سنوات في مدن سورية الشمالية البائدة (المدن المنسية).
ظل لمدة ست سنوات مع البعثة البلجيكية في حورتة» وأفاميا (في محافظة حماة) وأكمل مائتي عمود من أعمدتها.
قام بتوثيق الأوابد الأثرية في حمص وحماة وإدلب وحلب برفقة د. مارك من فرنسا.
ورافق البعثة الإيطالية بإدارة (بالتي) في الكشف على آثار مملكة إيبلا واكتشاف الرقم الفخارية التي تدون تاريخ هذه المملكة، كما رافق أيضاً البعثة السويسرية برئاسة (روف ستوك) في حفريات (تل الحاجن عاروده) في حوض الفرات.
للباحث شحادة العديد من المقالات والأبحاث منها:
-دراسة شاملة ومفصلة عن جميع نواعير مدينة حماة.
-دراسة عن الطواحين المائية على نهر العاصي.
-دراسة وأعمال ترميم قلعة شيزر.
-دراسة وترميم دير الأقواس المعروف بقصر ابن وردان.
-تاريخ مخطوط حماة.
-قصر الطيارة الحمراء أو القاعة الكيلانية.
-متحف المعرة في خان المراديات.
-المباني الأثرية في محافظة إدلب.
-ترميم ضريح الخليفة عمر بن عبد العزيز في قرية دير شرقي.
-دراسة تفصيلية لقناة العاشق : من منطقة سلمية إلى مملكة أفاميا وفرعها الثاني من نبع اللقبة في قضاء مصياف حيث تلتقيان في قلعة شيزر.
-وكان آخر كتاب له بعنوان : نشأة الحضارة العمرانية في سورية الشمالية.
– بحوث أثرية وتاريخية عديدة صدرت تباعاً في حينها في مجلة الحوليات الأثرية السورية.
حصل الباحث كامل شحادة على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الثانية بموجب المرسوم التشريعي رقم 86 تاريخ 10/02/1985 تكريماً لجهوده في خدمة الآثار.
في عام 1999م وعن عمر ناهز الثمانين عاماً نعت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية الباحث الأثري كامل شحادة .