منذ نصف قرن.. وأنا أتابع أخبار غريتا غاربو إلى أن رحلت عام 1990، ومنذ خمسة عشر عاماً عرض مهرجان دمشق السينمائي أسبوعاً لأفلامها فشاهدت لها عدداً من الأفلام زمن السينما الصامتة والناطقة وحتى اعتزالها في قمة مجدها عام 1940م
ولدت غريتا غاربو في 8 أيلول عام 1905 في استوكهولم ـ السويد ومثلت عدداً من الأفلام الصامتة في بلادها, لكن شهرتها بدأت بعد أن مثلت الفيلم الصامت المأخوذ عن رواية الأديبة السويدية سلمى لاغرلوف 1858 – 1940 ورحلت بعدها إلى هوليود, وبفترة قصيرة أصبحت أكثر نجمات العالم شعبية كان جمالها لافتاً للنظر حتى أن أحدهم قال :
إن وجهاً مثل وجهها لايأتي إلا مرة كل ألف عام وعندما ذهبت إلى هوليود عام 1924 أقنعها المخرج مورتيز ستيلر بالتخلي عن اسمها الحقيقي غريتا لوفيزا غوستا فزدن والتمثيل معه في أسطورة ( كوستا بيرلنج, ووفتح لها باب هوليود الكبير, فقامت ببطولة أكثر من 25 فيلماً نصفها في زمن السينما الصامتة, ومن أفلامها المشهورة نذكر آنا كارنينا ـ ماتا هاري ـ غادة الكاميليا ، نينو تشكا ـ الفندق الكبير ـ امرأة الشؤون ـ سوزان بينوكس , صعودها وهبوطها وغيرها , ولكن أفضل مافي أفلام جاربو ـ هي جاربو نفسها ـ التي طالما جسدت معاناة امرأة تجد نفسها مدفوعة ناحية حب أحمق ومفاجئ.
رشحت جاربو لجائزة الأوسكار ثلاث مرات دون أن تحصل عليها, ولم تمنحها هوليود أكثر من تمثال الشرف على مسيرتها الفنية عام1954, وحتى هذا لم تتسلمه, وتساءلت الصحيفة عن الأسباب التي دفعتها للاختفاء في أوج مجدها ويتساءل البعض ربما لنشوب الحرب العالمية الثانية وكرهها للحياة العامة، وتعاستها لأنها نجمة أو ربما لرحيل ملهمتها سلمى لاغرلوف عام 1940.. أسباب كانت كافية للاعتزال.. واكتفت بعبارة أريد أن أكون وحيدة, وارتدت نظارة الشمس خلال عقود وتجولت في شوارع مانهاتن متخفية, هاربة من الصحفيين الذين كانوا يطاردونها حتى رحيلها.. وأخيراً .. أنصح عشاق سينما الزمن الجميل بمشاهدة أفلامها..؟
سليم الشامي