أنا أنتمي لأولئك الذين كانوا أطفالاً عاديين، لأولئك الذين في الوسط، لم يكونوا نابغي الذكاء ولاشياطين يعرفهم الجميع لأولئك الذين لا يملكون قوام عارضات الأزياء ولا قداً ممشوقاً، أنتمي لأصحاب مهارات الحديث أمام المرايا، والارتجافات والارتباك والتلعثم عند التكلم أمام أكثر من ثلاثة أشخاص، لأولئك الذين يعانون رهاب الفقدان وفوبيا الخيانة، لأولئك الذين فضلوا الصمت على الجدال حتى لو كانوا على حق، فقط.. وفقط من أجل راحتهم وتجنب النقاشات المسهبة المملة، للذين ضاعت حقوقهم لأنهم لم يكونوا وقحين بما يكفي أمام ذوي ألسنة الأفاعي نعم أنتمي لأولئك الذين لا يلفتون الانتباه، ولا يثيرون الجدل، ولا يحبذون الانتماء مع سقيمي الشهرة ولفت الانتباه نعم أنتمي لأولئك الذين تطول جلساتهم بالتحديق في المدينة ليلاً وليس لديهم صديق إلا النجوم، لكل أولئك الذين تغص بهم شوارع المدينة تمتلئ بهم أزقة التفكير.. أنتمي.
لانا أيمن النبهان