عبدو زغبور ينشر في صفحته حواراً أُجري معه حول الترجمة:
كيف بدأت حكايتك مع الترجمة؟
في إحدى المرات، كنت مع مجموعة من الأصدقاء، وبيننا صديق أكبر منا سناً وأكثر معرفة باللغة الألمانية، قال إن ثمة جملة استعصت عليه ولا يدري كيف يترجمها، وهي جملة من نوع السهل الممتنع، فترجمتها على الفور بلغة فصيحة ودقة عالية، فعَلتْ وجهه الدهشة. منذ ذلك الحين، وكنت في بداية الثمانينيات، فكرتُ بالترجمة.
ما هي آخر الترجمات التي نشرتها؟ وماذا تترجم الآن؟
آخر الترجمات الصادرة لي هي: طبائع لتيوفراست، والشاة السوداء لأوغستو مونتيروسو، وشعر تجريبي لخوسيه خوان تابلادا وكتابان أنتظر صدورهما منذ أيلول وهما: أنطولوجيا الشعر الفنزويلي وأنطولوجيا شخصية للشاعر الكولومبي فيليبي غارسيا كينتيرو ( صدرا ). وأقوم الآن بإعداد وترجمة كتاب: شاعرات من فنزويلا.
ما هي برأيك، أبرز العقبات في وجه المترجم العربي؟
هناك عقبات خاصة تعترض كل مترجم على حده، ومعوقات عامة يعاني منها أغلب المترجمين العرب، وهي تتعلق بدور النشر والمكافأة المالية الضحلة.
هناك قول بأن المترجم العربي لا يعترف بدور المحرر، هل ثمة من يحرر ترجماتك بعد الانتهاء منها؟
ليس لدي محرر بهذا المعنى، لكن أعرض العمل على بعض الأصدقاء لإبداء الملاحظات والتنبيه إلى الأخطاء إن وجدت، وأنا أدين لهم وأقدّر ملاحظاتهم واقتراحاتهم.
كيف هي علاقتك مع الناشر، ولا سيّما في مسألة اختيار العناوين المترجمة؟
أنا من يختار العناوين التي أترجمها ولا أستطيع ترجمة ما لا أرغب بترجمته. والعلاقة مع الناشر هي علاقة هشة وغير متكافئة.
هل هناك اعتبارات سياسية لاختيارك للأعمال التي تترجمها، وإلى أية درجة تتوقف عند الطرح السياسي للمادة المترجمة أو لمواقف الكاتب السياسية؟
أنا أترجم الشعر والرواية، وأكثر ما يهمني في العمل هو القيمة الفنية والجمالية والمتعة التي يضفيها للقارىء، من دون أي اعتبارات سياسية.
كيف هي علاقتك مع الكاتب الذي تترجم له؟
حين أترجم أتخيّل نفسي الكاتب. أعرف جميع الشعراء والشاعرات في فنزويلا الذين ترجمت لهم، وكلهم أصدقاء رائعون، ولهم مكانة وحضور ثقافي مميز.
كثيراً ما يكون المترجم العربي كاتباً، صاحب نتاج أو صاحب أسلوب في ترجمته، كيف هي العلاقة بين الكاتب والمترجم في داخلك؟
هي علاقة عضوية… الكاتب في داخلي هو الذي يترجم ويعيد نتاج العمل الأدبي بلغته وأسلوبه.
كيف تنظر إلى جوائز الترجمة العربية على قلتها؟
جوائز الترجمة لا تعنيني. لا أعرف ولا أتابع من يمنح هذه الجوائز.
الترجمة عربياً في الغالب مشاريع مترجمين أفراد، كيف تنظر إلى مشاريع الترجمة المؤسساتية وما الذي ينقصها برأيك؟
الترجمة المؤسساتية مهمة بالتأكيد، لأنها تساهم في التواصل الثقافي بين الشعوب. لكن، يبدو لي أن توزيع كتبها محدود وأسعارها مرتفعة. المطلوب هو الاهتمام أكثر بالتنوع الثقافي بعيداً عن الايديولوجيا.
ما هي المبادىء أو القواعد التي تسير وفقها كمترجم؟ وهل لك عادات معينة في الترجمة؟
ليس لديّ قواعد إسبارطية صارمة، فأنا مزاجي إلى حدٍ ما. لكنني، وبعد قراءة العمل الذي أريد ترجمته، أبدأ بالترجمة الحرفية كمسودة، ثم أصوغها لغوياً من دون الحياد عن النص الأصلي قدر الإمكان، فالترجمة هي في النهاية إعادة إبداع.
كتاب أو نص ندمت على ترجمته.. ولماذا؟
لم أندم على أي كتاب ترجمته، لأن الكتب التي ترجمتها، وهي أكثر من خمسة وعشرين كتاباً، كانت من اختياري، ولم أترجمها بناء على طلب من أحد. الكتاب الذي يعجبني أتمنى أن يقرأه الجميع.
ما الذي تتمناه للترجمة إلى اللغة العربية؟ وما هو حلمك كمترجم؟
أتمنى للترجمة إلى العربية أن تكون أكثر تنوعاً لتشمل معظم الثقافات العالمية، وأن تهتم بالثقافة الشاملة بدلاً من الاهتمام بالكتب الرائجة والمربحة تجارياً. حلمي كمترجم أن يقرأ العرب أكثر من سطر في العام.