يضع السنونو رأسه المثقل على جبين الرحيل مودعاً رغبة البقاء وهناك على تراب الوطن, تضحك ورود في الذاكرة.. وتذوب رجفة الشوق, فيلوح بيديه للزهيرات المألوفة وللدروب التي ابتسمت لبراعم الأماني.
وفي صمت الغروب, زهرة محببة إليه, يشكو من حزنها شوق الندى.. شعرت بعتمة الغربة دونه.. وبقيت كمجداف بحار يغني وحيداً..
فبكت خدود أخواتها الزهيرات عليها بحزن.. واختنق سؤالها بغصة الدمع ، سألته:
ـ هل تعود في الربيع القادم؟ وهل ألقاك؟
ـ أجل سأعود..!.
همست له:
ـ البحار دونك بلا شواطئ, وأجفان الليل تتكسر قرب الرمال..
ـ لقد زرعتك في شغاف قلبي، وصوتك يبقى فرح ذكرى في طفولتي الضائعة.
ـ موعدنا في تفتح الربيع المزروع بالسلام.
ـ أجل حبيبتي..سأعود.
ـ ترى هل تحبني كما أحببتك..؟
ـ إن لم أحبك أنت فمن أحب..!
ويحترق مابقي من كلام.
ـ الانتظار يزف وعداً لعينيك, سأغنيك بكلماتي وألحان محبتي.
أما أنا فسأبقى في صمت الغروب أذبل بلا ألحانك التي أدمنتها.
واحترقت بقية الكلمات.. في بحة الصوت، ومضى مودعاً رغبة البقاء على تراب الوطن, ويشدو لزهراته الحبيبة أغنية الرحيل, وفيها وعد الوفاء وهي مازالت بانتظاره.
رامية الملوحي