أسباب كثيرة للضغط النفسي.. والظروف المعيشية أبرزها

يتعرض الإنسان خلال مراحل حياته إلى العديد من الضغوطات النفسية والضيق والإزعاج وتختلف أسباب القلق والضغط النفسي من شخص لآخر كما تختلف حدة الضغط من شخص لآخر وتختلف قدرته على التحمل
في الوقت الحالي بتنا نرى غالبية الأشخاص يعانون من الضغط النفسي و القاسم المشترك بين هؤلاء وحسب ما لمسناه من حديثنا معهم هو الظروف المعيشية القاسية التي يعاني منها الجميع إضافة إلى وتيرة الحياة المتسارعة و كذلك زيادة متطلبات

تقول يسرى الحسن وهي أم لثلاثة أولاد اثنان منهما في الجامعة لم تكن الأوضاع في السابق كما اليوم فاسرتي مؤلفة من ٨ أشخاص جميعنا درسنا وتعلمنا ولم أكن أرى أهلي يعانون بنفس المستوى الذي نعاني منه، أما اليوم فالأسرة التي لديها ولد واحد فهي تعاني القلق والضغط فأولاً المصاريف المرتفعة وثانياً القلق الذي يصاحب أولادنا في سفرهم وغيابهم عن أعيننا .
وأضافت أشعر دائماً بالقلق والتوتر وبالتالي أعاني الصداع المستمر نتيجة التفكير الدائم بكيفية تأمين المتطلبات في ظل الظروف القاسية فأنا كأي أم لاتحب أن تحرم أولادها أو تشعر بالتقصير تجاههم وفي الوقت نفسه الأوضاع لا تسمح .
وئام الخلف قالت: الظروف الحالية والأزمة التي نمر بها فرضت علينا واقعاً جديداً فأصبحنا نفكر بشكل مبالغ به بالمستقبل ونخاف الأيام التي تنتظرنا وتنتظر أولادنا  ما أثر بشكل سلبي على حياتنا ومنعنا من أن نعيش حياة طبيعية وهذا كاف لأن نصاب بالضغط النفسي والقلق والتوتر  ما يجعلني في  كثير من الأحيان اعاني من قلة النوم والأرق.
فقدت الثقة بنفسي
هاني مسعود قال وهو شاب في الثلاثين من عمره: أجزم أن الكثير من الشباب يعانون نفس ما أعاني  منه وهو الضغط النفسي والقلق نتيجة التفكير الزائد بالمستقبل والزواج إذ إن الظروف الحالية حالت دون قدرة غالبية الشباب أو حتى مجرد تفكيرهم بالإقدام على الزواج لأنه لم يعد يوجد من هو قادر على تأمين أدنى متطلباته وكثيراً ما أشعر بأنني فقدت الثقة بنفسي.
كذلك الشاب أيهم وهو خريج حقوق منذ أكثر من عشر سنوات والذي لم يجد فرصة عمل حتى اليوم قال عشر سنوات وأنا أتقدم لكل مسابقة يعلن عنها ولم أحظ حتى الآن بوظيفة وهذا ما جعلني أشعر بالقلق والتوتر والعصبية الدائمة.
أصبح جزءاً لايتجزأ
الأستاذ أيمن الخطيب علم اجتماع يقول:
لا يمكن أن ننكر بأن الضغط النفسي أصبح جزءاً لايتجزأ من حياتنا مع اختلاف الأسباب ولعل التطور التكنولوجي الهائل الذي نشهده في وقتنا الحالي أحد أهم أسباب الضغط الذي يعاني منه الكثيرون كما أن سرعة وتيرة الحياة وأحداثها جعلت الإنسان دائم التفكير في الحياة والمستقبل والزواج والعمل وغيرها.
أهم الأسباب
أبرز الأسباب التي تسبب الضغط النفسي هي الظروف المعيشية القاسية كالفقر وعدم القدرة على تأمين الحاجيات للأسرة أو القلق من ظروف العمل أو البطالة أو الامتحانات وغيرها.
أعراض متعددة
اما الأعراض التي تظهر عند الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي فأولاً وفي المقدمة خلل واضح في النوم فإما أرق وصعوبة في النوم أو النوم لساعات طويلة ويتسبب عند الغالبية بصداع مستمر أيضاً من الأعراض الشعور بالوحدة والرغبة في الانعزال وفقدان الشهية في كثير من الحالات  وقلة النشاط والحيوية والرغبة. وأحيانا العدوانية والعصبية الزائدة والشعور الدائم بالقلق والخوف ويصل الأمر عند البعض للاكتئاب.
أهم النصائح لتفادي التعرض للضغط النفسي
يجب أن يعرف الشخص العامل الأساسي المسبب لضغط والعمل على التخلص منه كما يجب أن يلجأ الشخص إلى شخص موثوق بالنسبة له لتفريغ عما يشعر به .
المحاولة قدر الإمكان الحصول على عدد ساعات نوم كافية وكذلك من الضروري الشعور بالاسترخاء  وكسر الملل والتجديد ما أمكن والعمل على تبسيط الأمور وعدم تعقيدها والابتعاد عن الأشخاص السلبيين  أيضاً من المهم ممارسة الرياضة التي تنشط الجسم.
وأخيراً نقول: قلة قليلة من الناس من يدفعهم الضغط النفسي إلى خوض التحديات أو إنجاز الأمور المهمة أو اتخاذ القرارات المهمة بالمقابل الغالبية يؤثر الضغط عليهم بشكل سلبي وإن استمر لفترة طويلة يسبب لهم المشكلات الصحية والنفسية وغيرها.
نسرين سليمان