من هو الزوج المثالي في نظر المرأة..؟ هل هو الرجل .. الذي يداوي الخطأ بالخطأ.. أم الذي يقترب من الكمال؟
على الإنسان أن يكون دقيقاً في اختياره لشريك حياته, دقيقاً في كل تصرفاته ويتوخى القليل من الانتباه والحذر حتى لايقع في الخطأ، ويعرض حياته وحياة زوجته وأطفاله والآخرين للخطر.. وهنا نشير إلى أكثر سبب يمكن أن يقتل العلاقات الزوجية وحتى الإنسانية في المجتمع هو الإهمال.
فالحب على سبيل المثال أشبه بمولود صغير يحتاج إلى عناية ورعاية مستمرة حتى يكبر وينمو ويقوى ويشتد عوده.
ويأتي الإهمال ليكون سلوكاً قاتلاً يدمر كل شيء ويفقدنا الرغبة في المشاركة التي هي من أهم أسس تدعيم الحب.
ومن هنا فإن الزوج المثالي في نظر المرأة هو الرجل الذي تستطيع المرأة أن تجدد اختيارها له كل يوم وفي المفهوم الشائع فإن الزوج المثالي هو الرجل الذي يقترب من الكمال في التعامل مع زوجته والذي يملك جميع أفراد عائلته في وفاق معه ومع أنفسهم ومع الحياة فيكون بذلك زواجه سعيداً ومستقراً.
ولكي يكون الزوج مثالياً في رأي الدكتور مازن العبد الله اختصاص علم اجتماع يجب عليه أن يملك الصفات التالية:
أولاً: أن يكون قوياً وعطوفاً في آن واحد لأن إحدى الحاجات الأساسية للمرأة هي حاجتها للأمن والحب لذلك فهي عندما تنوي الارتباط برجل تنشد فيه القوة التي بها يستطيع أن يكف الأذى عنها والعطف أيضاً الذي من خلاله يستطيع الرجل أن يتفهم طبيعتها فيتحمل أحياناً الإزعاج منها, ويغفر لها لأن المسامحة جزء رئيسي من محبته لها والرجل القوي ليس بالطبع من لايدخل إلى بيته إلا عابساً أو عاتباً بل على العكس هو الرجل الذي يثق بنفسه ويتحمل الصعوبات والمسؤوليات ويرتفع عن الصغائر ومنه تستمد العائلة الأمن والاستقرار أيضاً.
يحب زوجته ومحبته لها لذاتها وليس لميزاتها والكلمات الناعمة هي جزء أساسي من محبته الفعلية لها فالمحبة الزوجية تبدأ بالكلمة أولاً وللأسف الشديد في مجتمعنا الشرقي تربى الرجل على أن الرجولة هي جمود للمشاعر لذلك يبخل بعض الرجال بكلمات المجاملة أو المديح ظناً أنهم بذلك قد يفقدون شيئاً من رجولتهم ويعتبرون الافصاح عن مشاعرهم تجاه زوجاتهم أمراً معيباً.
ومن المؤكد أن المجاملة هي جزء أساسي من مثالية الرجل والمرأة بطبعها تحب الرجل المجامل الذي يتذكر المناسبات والأعياد الخاصة بها ويبادر إلى تهنئتها في كل مناسبة كأن يتذكر دوماً عيد ميلادها وذكرى زواجها.
إن الحب والتقدير هو أكثر مايهم المرأة في الحياة الزوجية لذا نجد أن الزوجة التي تحترم زوجها وتثق به تكون سعيدة عادة وعطوفة وخاضعة لزوجها.
ـ الرجل المثالي أيضاً يقبل بالمساواة الكاملة فليس الرجل من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل عليه أيضاً أن يكون عادلاً.
وهناك كثيراً من الخلافات الزوجية تنشأ عندما لاتستجاب احتياجات الطرف الآخر.. ولكن الزوج العادل يفي بما عليه قبل أن يطلب مايحق له.. يسمع قبل أن يحكم.. يؤمن بأنه لكي يغير عليه أن يتغير هو, لايجعل الأخطاء تتراكم كما لو أنه يداوي الخطأ بالخطأ.
بالإضافة إلى ذلك الرجل المثالي هو الرجل الرحيم الذي يرى الخطأ بمعزل عن مرتكبه وبغض الطرف عن الهفوات والأخطاء ويتخذ المودة والحب أساساً للتعامل مع زوجته فيراعي مشاعرها وميولها، ويحترم فكرها ورأيها ويتعاطف معها.
ويؤمن أن الغالب في الحياة الزوجية هو المغلوب, لذلك فهو ليس على استعداد أن يكسب قضية ويخسر صاحبها.. كذلك لايجعل شريك حياته ينتهي بالفشل.
وأخيراً: الإهمال هو السم الذي يقتل تلك المشاعر الرقيقة، ببطء شديد ما يؤدي إلى فقدان القدرة والرغبة في الاستمرار بالحياة الزوجية.
توفيق زعزوع