رغم الأهمية الكبيرة للرياضة المدرسية وإدراجها ضمن المناهج والحصص في المدارس إلا أن الواقع يؤكد أن هذه المادة غير فعالة في مدارسنا ولا قيمة لها وما يثبت ذلك ما نشاهده من خلال متابعة أبنائنا في مرحلة التعليم الأساسي حيث تعد حصة الرياضة غالبا انها حصة فراغ أو حصة تعطى لصالح مادة أخرى يشعر مدرسها بالتقصير ويريد التعويض فيأخذ الحصة وفي احسن الأحوال يخرج الطلاب إلى الباحة ويعطونهم كرة من غير مراقبة وأحيانا بلا كرة والمعلمة في غرفة المدرسين تقضي وقتها بالتسلية ،وفي غالبية المدارس لاتوجد مستلزمات الحصة الرياضية من كرات وشبك ومضارب وحتى الملعب غير مجهز لممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة.
حرمان أطفالنا من مادة يحبونها
لم تختلف آراء الأهالي إنما توحدت لناحية إهمال حصة الرياضة في المدارس عموماً حيث قالوا يحسب أبناؤنا ألف حساب لحصة الرياضة وينتظرونها بفارغ الصبر ولكن حساباتهم أبداً لا تطابق الواقع و ما يحدث معهم أنها إما أن تكون من نصيب مادة أخرى أو يقضونها مع رفاقهم في الباحة ومنهم قال إن المعلمة تجري لهم بعض التمارين البسيطة وتتركهم في الباحة مع رفاقهم بالنهاية النتيجة واحدة وهي حرمان أطفالنا من مادة يهتمون بها ويحبونها كثيراً.
تعطى لغير المختصين
يقول غالب مطر لايقتصر الأمر على إهمال الحصة وعدم تأمين المستلزمات وإنما أيضاً في مدارس كثيرة لاتعطى المادة لمدرسين اختصاصيين وإنما تعطيىلمختلف الاختصاصات أو لإكمال النصاب لدى بعض المدرسين .
عدم وجود المستلزمات
وما شكا منه القسم الآخر من الأهالي هو عدم الاهتمام بتأهيل المدارس للقيام بالأنشطة وعدم وجود مستلزمات الرياضة وتقتصر على وجود كرة أو كرتين فقط .
مقترحات
فيما قدم البعض الآخر من الأهالي مقترحات لأن تكون حصة الرياضة مفعلة بغض النظر عن وجود المستلزمات الخاصة وحسب رأيهم يمكن إجراء المسابقات بين الطلاب لمختلف الألعاب وضرورة اكتشاف المواهب الرياضية لتأهيلها وتطويرها فيجب أن تكون مفعلة لما فيها من فائدة على الطالب ودور ها في تنشيط الطالب ويجب أن تنتهي فكرة أنها مادة مهمشة.
لا يمكن التعميم
الأستاذ علاء جمول مدرس رياضة أكد بأنه لا يمكن التعميم فهناك فعلاً مدرسون يبذلون قصارى جهدهم ويسهمون في تدريب الطلاب تدريبا جيدا ويعطون الحصة حقها بالكامل فهي متنفس للطالب ضمن برنامج مزدحم بالمعلومات والدروس وبالمقابل يوجد مدرسين يهمشون المادة رغم انهم اختصاصيين مشيراً إلى أن نظرة الطالب مع أهله أيضا يلعب دوراً مهماً إذ إن النظرة السائدة حول مواد الرياضة والرسم والموسيقا أنها مهمشة ويشعر الأهل بالغبن ويلومون المدرس لأنه لم يعط العلامة التامة لابنهم الذي حصل على علامات تامة في بقية المواد وبذلك لن تكون العلامة حقيقية ويدركون انه سينال العلامة التامة في هذه المواد إضافة إلى أنه يوجد قسم آخر يرى بأن ابنه يضيع وقته إذا اهتم بهذه الأنشطة وستكون على حساب المواد الأخرى.
أهمية كبيرة
الموجهون الرياضيون أكدوا بأن للرياضة اهمية كبرى في بناء الجسم وتهذيب النفس والارتقاء بمستوى التحصيل العلمي ومن هنا تبدو أهمية إيلاء الرياضة المدرسية الاهتمام الأكبر كحصة أساسية في المنهاج.
وتابعوا قولهم إذا أردنا أن نحصل على جيل متوازن وسوي علينا الاهتمام بجسده وتنمية مواهبه الرياضية ورعايتها واحتضانها انطلاقا من مقولة العقل السليم في الجسم السليم ومن الضروري جدا إعادة النظر بواقع الرياضة المدرسية وتقديم الدعم المطلوب لها والتشديد على الإدارات بعدم الإهمال لهذه المادة وكذلك المعلمين للقيام بواجبهم من تنمية المواهب والتي من المؤكد في حال الاهتمام بها أن تحقق إنجازات وبطولات في حال توافرت الظروف والبيئة الحاضنة والداعمة لها.
ولدي سؤالهم لم يكلف مدرسين لاعلاقة لهم بالمادة أو لإكمال نصاب معلمين أكدوا بأن الأولوية للمدرسين الاختصاصيين ولكن أحيانا لايوجد العدد الكافي لتغطية جميع المدارس.
أهميتها في الدعم النفسي
الأستاذ معاذ مهنا تربية وعلم نفس تحدث عن أهمية الدعم النفسي لأولادنا في ظل الظروف الحالية ومن هنا فإن الرياضة تلعب الدور الأكبر في التخفيف عن أطفالنا ففي الرياضة حياة وتنمية بدنية للجسم والعقل وتفريغ نفسي وحركي ولهذا من المهم تأمين الوسائل اللازمة للحصة الرياضية في المدارس وتشجيع التنافس بين المدارس واكتشاف المواهب لتطويرها ورعايتها وإقامة البطولات المدرسية .
نسرين سليمان