أشعر بوحدة قاتلة رغم الناس المحيطة بي، هل ماتت كلماتي أم متُّ أنا؟ هل مات كل مابداخلي عند هجرتي من وطني؟ كيف لي أنسى آخر لحظاتي في موطني في مدرستي ..؟ شعرت بسعادة عارمة في البداية مع الوقت تلاشت هذه السعادة وأصبحت أشتاق لرائحة تراب بلدي، كيف لرائحة ياسمين مدرستي أن تذهب من ذاكرتي! شعرت بقيمة ماكان حتى أني افتقدت صفي ومقعدي وكلام معلمتي ونصائحها وصراخها..
أصبحت أشتهي رؤية أصدقائي والاجتماع مع أقاربي والاستمتاع بحديثهم والضحك والسهر حتى الفجر فالحرب أخذت منزلي الذي عشت فيه طفولتي وأجمل لحظات في حياتي. أخذت ذكرياتي في غرفتي الجميلة ذات اللون الزهري كشوقي، اشتقت لك ياسريري الذي قضيت عليه لحظات ضعفي وفرحي! فما أجمل الأيام التي خبأت رأسي في وسادتي وأخفيت دموعي عن أمي! أشتقت لأصغر التفاصيل في وطني! ولكن كل يوم سأجدد أملي بأنني سأعود لك ياوطني في أقرب وقت ! أشتقت لكل جزء فيك، ولن يذهب شعوري بالوحدة إلا عند عودتي إليك.
زهرة أيمن عكاش