كامل شحادة .. باحث أثري .. ومؤسس متحف المعرة

ولجت متحف معرة النعمان بقصد الزيارة.. وكان آبدة أثرية من أوابد التاريخ التي تركها لنا الأجداد فأحياها الأبناء حتى صارت ذكراهم في خوابي الزمن حديثاً معتقاً حفظته الأجيال.
كامل شحادة
أول ناظر لمتحف حماة وباحث أثري ومؤسس متحف معرة النعمان, وتساءلت:
ـ ماذا أكتب..؟
فالكتابة تبدو عناوين تأخذنا إلى مستهل مجد مشرق مازال يعلن حضوره من هو كامل شحادة..؟
ولد الباحث الأثري كامل شحادة في قرية (كفرومة) قضاء معرة النعمان محافظة إدلب (1919) حصل على الشهادة الابتدائية ودرس مرحلة التعليم الإعدادي كان يجيد التحدث بالفرنسية, وكانت اللغة الفرنسية لغة التعامل في العمل لدى مديرية الآثار والمتاحف سابقاً.
أعماله:
قضى سنين خدمته الأولى في دائرة آثار حلب في أواخر عهد الاحتلال الفرنسي ثم نقل إلى دمشق وبعدها إلى حماة وافتتح (كامل شحادة) مكتباً لرعاية الآثار في بناء (سينما الشرق حالياً).
اهتم كامل شحادة بتوثيق وتصنيف التلال الأثرية القائمة في محافظتي حماة وحمص.. واهتم بالتحضير لافتتاح متحف حماة منذ صدور مرسوم الاستملاك عام (1956).
بدأ بترميم متحف حماة ( قصر أسعد باشا العظم) عام 1961ـ1964 وأفُدِ بالعديد من البعثات الأثرية خارج القطر لصالح المديرية العامة للآثار والمتاحف وفي أثناء خدمته في محافظة حماة, قام بدراسات شاملة لكافة الأوابد الأثرية القائمة في المحافظة مع تلالها مثل:
قناة العاشق، الطواحين المائية المقامة على نهر العاصي, الأضرحة, التلال الأثرية, دراسة الجامع الكبير وقصر الطيارة الحمراء حيث تم الاستعانة بتلك الدراسة أثناء إعادة بناء الجامع والعودة به لسابق عهده.
هذا وقد عمل الباحث الأثري (كامل شحادة) بترميم مدينة أفاميا الأثرية وقصر ابن وردان وأعد كتيباً خاصاً عنه.
وفي عام (1983) انتقل إلى منطقة ( معرة النعمان) حيث صدر مرسوم بإحداث دائرة آثار في ( معرة النعمان) ومتحف معرة النعمان في ( خان مراد باشا) الأثري وتسلمه منصب رئيساً لدائرة آثار معرة النعمان.
فقام بالإشراف على ترميمه وعرض روائع لوحات الفسيفساء واللقى الأثرية المكتشفة في المعرة وحولها.
وبتوجيه من الرئيس الراحل حافظ الأسد قام بترميم ضريح الخليفة العادل (عمر بن عبد العزيز) وإعادته بشكل لائق حتى أصبح بحالة جيدة وعاد إلى رونقه.
متحف المعرة
يقتضينا المقام أن نقف قليلاً عند مقر هذا المتحف ونتعرف على قيمته الأثرية والفنية والتاريخية شاكرين للباحث الراحل (كامل شحادة) بدايته في ترميم وإنشاء المتحف, تقول المراجع التاريخية:
ـ هو خان مراد باشا الحلبي عام (922هـ ) (1517م) فكان أجمل المباني الأثرية عمراناً, ذا واجهة بطول (56م) وبارتفاع سبعة أمتار وعلى سطحه تشمخ أبراج سندسية وكان بحق أكبر مؤسسة اقتصادية وعمرانية واجتماعية, جمعت بين الفندق والخان, وتكية إطعام الفقراء وحمامات عامة, وسوق تجارية كبيرة .
الباحث كامل شحادة
كان عضواً في معهد التراث العلمي في جامعة حلب وعضواً في جمعية العاديات رافق عالم الآثار (جورج تشالنكو) في بعثته الأثرية ثماني سنوات في مدن سورية الشمالية البائدة, ورافق (بيير كانيفينا) مع البعثة البلجيكية في حورته وأفاميا لست سنوات وأكمل مئتي عامود من أعمدتها ورافق أيضاً البعثة السويسرية برئاسة (روف ستوك) في حفريات (تل الحاح عاروده) في حوض الفرات, أشرف شخصياً على حفريات وترميم (دير القبة) المعروف بقصر ابن وردان.
له مقالات وأبحاث عديدة نذكر منها على سبيل المثال:
ـ دراسة وترميم قلعة شيزر, دراسة وترميم دير القبة المعروف بقصر ابن وردان, تاريخ مخطوط حماة، قصر الطيارة الحمراء أو القاعة الكيلانية, متحف المعرة في خان المراديات, المباني الأثرية في محافظة إدلب نشأة الحضارة العمرانية في سورية الشمالية, ترميم ضريح الخليفة العادل (عمر بن عبد العزيز) بالإضافة إلى بحوث أثرية وتاريخية عديدة صدرت تباعاً في حينها في الحوليات الأثرية السورية وهو حاصل على وسام الاستحقاق السوري من رئاسة الجمهورية وكان آخر كتاب له بعنوان:
( نشأة الحضارة العمرانية في سورية الشمالية)
غادرنا الباحث الأثري ( كامل شحادة ) عام 1999 عن عمر يناهز الثمانين عاماً تاركاً للأجيال جهده عبر المصنفات الهامة وعبر متحف المعرة الذي قام بتأسيسه.
رامية الملوحي

المزيد...
آخر الأخبار