الطلاق أحد أهم أسباب التصدع الأسري كيف يكون تأثيره ؟ و كيف نخفف من التأثيرات السلبية ؟

 

تلعب الأسرة الدور الأول و الأهم في وضع البصمات الأولى لشخصية الشباب الناشئ , هذه البصمات تكون فيما بعد حدود الشخصية الفاعلة في بنيان المجتمع , لذلك فالحالة الأسرية لأفراد الأسرة لها التأثير المباشر على الأفراد المكونين لهذه الأسرة , و كلما كان الجو الأسري هادئاً و متناغماً , كلما كانت نتائجه أفضل , و العكس صحيح , فعندما تكون النزاعات شديدة بين الوالدين , تظهر لدينا شخصيات مضطربة , فما بالك في حدوث الطلاق ؟

لاستحالة الحياة
لارا , 37 سنة ,مطلقة , أم لطفل , قالت : يكون الطلاق الحل الأخير , عند استنفاد كامل الطرق والوسائل , لمحاولة متابعة الحياة الزوجية , فبعد ثلاث سنوات من الزواج وصلت لطريق مسدودة مع زوجي السابق , و يبدو عدم تفهمنا للحياة بشكل كامل ,كان كل منا يسعى للطلاق لأن الاستمرار بات مستحيلاً, وللأسف لم يكن الصغير في حسباننا , لندرك في النهاية بأنه الضحية الوحيدة في ذاك الصراع , وكم تمنيت لو أنني لم أنجب , لأنه وبالطبع كانت خطوة الطلاق أهون و أقل خسائر .
لبيب , موظف ,قال : لا بد من الطلاق في أحوال كثيرة , حيث تكون نتائجه السلبية أقل بكثير من سلبيات استمرار الحياة بين الزوجين , باستمرار النكد و الصراعات الدائمة , خاصة عند تدخل أطراف خارج الأسرة , ليلعبون الدور السلبي , فالزواج بالأساس يكون للاستقرار و متابعة الحياة مع شريك يكون سندك في كل لحظة , لكن يجب الانتباه إلى ما كنا سبب وجودهم في هذه الدنيا , فالأطفال لا ذنب لهم في خيارات الوالدين , خاصة في حال حدوث زواج ثان لأحد الطرفين أو كلاهما , صحيح أني مررت بتجربة طلاق , لكن أحاول دائماً و هذا من واجبي الاتصال بأولادي و متابعة أمورهم , فوجود أحد الوالدين لا يغني عن وجود الآخر في حياة الأطفال خاصة في السنوات الأولى.
طلاق صامت
سوسن ( اسم مستعار) قالت : خوفاً من قرار الطلاق , اتفقت مع زوجي على العيش في بيت واحد كالغرباء , كانت هذه الخطوة في ظننا لحماية أولادنا من آثار حادثة الطلاق الفعلي , لكن ما اتضح فيما بعد , أنه من الأفضل حدوث الطلاق لأن حياة العزلة التي اخترناها كانت عبارة عن جحيم دائم , جر مشاحنات مستمرة أثرت سلبياً في نفسية الأطفال فكانت أولى النتائج التراجع السيء في المدرسة , كما أن ابننا الكبير أصبح يبدي الكره لكل الأشخاص الذين حولنا , بالطبع معه حق لأنه يرى قدوته الأولى يتعاملون على هذا النهج , من عدم المحبة التي تشبع بها الطفل , تنتج شخصية متوترة غير مستقرة , و برأيي بعد هذه المرحلة إن كل شيء يهون مقابل مصلحة أبنائنا.
فائز, مدرس , قال: حتى ننتج أجيالاً قادرة على البناء لا بد من تربية سليمة , التي لا تكون إلا بالمشاركة الفعلية والعقلية والعاطفية للأبوين , فلا تجد شخصاً متيناً في حال خلل المعادلة الأسرية , ولايمكن للأم تغطية غياب الأب ولايتمكن الأب من تغطية غياب الأم أيضاً , الإنسان خلق هكذا , له مراحل عمرية مختلفة , يصطاد في كل منها ما يناسب ذاك العمر من المقومات الحياتية , و الإنسان بالعموم عاطفي قبل أن يكون عقلاني – حسب التدرج العمري – لذلك يجب الاهتمام بالقرب العاطفي بين الأبوين , و إعطاء جرعة الحنان اللازمة للأبناء , وصحيح أن الطلاق حلال , لكنه أبغض الحلال عند الله .
المحرر
يقع على عاتق المجتمع وظائف هامة في حال حدوث الطلاق , تتلخص بالحماية و الوقاية و المواساة للأطراف المتضررة من الطلاق , خاصة الأطفال , و في حال حدوثه يجب ألا يكونوا – الأطفال – ورقة ضغط تستخدمها الأم ضد الأب أو بالعكس , كما يجب برمجة اللقاءات و الابتعاد عن الأماكن الكئيبة , كأن تتم في حديقة أو متنزه أو في مكان يختاره الأطفال بأنفسهم .
شريف اليازجي

 

المزيد...
آخر الأخبار