هل يتأثر الطموح بالأزمات؟ المرشدة النفسية مريم العلي : حق مشروع لكل الناس

من البدهي أن كل من يعمل ويجتهد يجب أن يصل إلى هدفه , لأنه ما من إنسان إلا ويدور برأسه هدف ما أو مشروع معين في حياته، فالطموح هو العمل الجاد والحقيقي للوصول إلى الهدف المأمول, وللطموح شروط هامة جداً منها الذكاء والإرادة والعلم والاجتهاد في الدراسة العلمية والحياة الاجتماعية. يُسأل الطفل عن حلمه وطموحه منذ صغره, وماذا يريد أن يصبح في المستقبل عندما يكبر, فيجيب إجابة واضحة لا لُبس فيها وببراءة الطفولة بأنه يريد أن يصبح طبيباً أو طياراً أو أستاذاً في مدرسة أو مهندساً أو محامياً..
لكنه عندما يكبر فإن الأمور تختلف معه كلياً, إما نتيجة لظروف اجتماعية أو اقتصادية أو فكرية..
وفي لقاء مع المرشدة النفسية مريم العلي، كان لها رأيها في الإجابة والبحث في هذا المجال , فقالت :

إن الطموح مشروع لكل الناس, ومن حق أي إنسان أن يكون طموحاً, وله شرف المحاولة في الوصول إلى الهدف المرجو, فإما أن يصل ويحقق مآربه أو لا يصل, فالأهلية العلمية مطلوبة وكذلك الثقافة والجدارة , ومحبة الناس التي يكبر بها الشخص الطامح في الوصول إلى المكان المستهدف، بالإضافة إلى أمر مهم للغاية وهو الإرادة الحقيقية لدى الشخص.
وأضافت قائلة عند سؤالها في حال فشل الإنسان في الوصول إلى المراد: عندما يطمح الإنسان لمكان ما ولم يصل إليه فإنه سيصاب باليأس والإحباط ويُجبر على السير في طريق آخر ومختلف تماماً عن الأول, لأن هدفه ومشروعه قد تغير، فمن يريد دراسة الطب البشري على سبيل المثال وعلاماته كانت أقل من المطلوب,فإنه سينزل عند الرغبة الأخرى وهي طب الأسنان أو الصيدلة, فهنا سيتغير معه الاتجاه والطريق تماماً ولكن عليه المتابعة وعدم اليأس فربما في هذا الطريق سينجح أكثر.
وآخر يريد أن يصبح مسؤولاً في موقع معين ولكن الظروف لم تساعده على ذلك, فهذا الموقع من شروطه المؤهل العلمي والحنكة والذكاء ومحبة الناس والمحيطين به, حتى يعطي أكثر ولكنه لم يصل إلى طلبه بسبب خلل في الشروط .
أحد أصدقائي درس في الجامعة وتخرج فيها ومعه شهادة ليسانس جغرافيا وكان أمله أن يصبح مدرّساً ونظراً لظروفه المعيشية والمادية فإنه الآن يمتلك معملاً لصناعة البلوك, وآخر درس في جامعة حلب لغة فرنسية لمدة سنة واحدة وتركها نظراً لظروفه المادية ويعمل الآن سائقاً على تكسي أجرة والأمثلة كثيرة. فالطموح تغيّره أحياناً كثيرة الظروف التي يعيشها الإنسان.
في النهاية لكل إنسان مشروع في حياته, وهو خاضع للفشل والنجاح ولكن الإصرار على الوصول, والعزم والإرادة، تعدّ أسباباً رئيسية في الموضوع, بالإضافة إلى الظروف المحيطة التي يعيشها الإنسان.
مجيب بصو

المزيد...
آخر الأخبار