أعط خبزك للخباز …

تدعو قصة المثل ، للاهتمام بالاختصاص و التخصص و الأمانة في العمل، و ضرورة الخبرة في أداء أي عمل مهما كان نوعه ، التي تتكون من معرفة ارتباط الأعمال مع بعضها، و تراكم حلول الإشكاليات ، ومعرفة ضرر أو نفع أي خطوة، تلك القصة التي تعود لصاحب فرن أصبح طاعناً في السن ، و باتت صحته لا تساعده في إنجاز عمله اليومي، بعدما أمضى حياته في عمله، و صار يعرف حاجة كل بيت من أرغفة الخبز الطازج كل يوم ، فأراد تسليم الفرن لأحد الشباب ، ليكون أميناً على العمل ، و ذا اندفاع جديد ليحافظ على المهنة، و لتأمين قوت أهل القرية، و قال له : أنا و زوجتي العجوز نحتاج لأربعة أرغفة خبز يومياً، وفعلاً التزم الشاب بتوصيات معلمه ، لكنه بعد فترة أصبح يرسل رغيفين من الخبز فحسب لصاحب الفرن، لأنه رأى حسب خبرته المتواضعة أنها كمية كافية، و بعد فترة من الزمن تم فقدان الدجاج من سوق القرية، و ظهرت مشكلة تجارية اقتصادية و حتى غذائية، و كان السبب الرئيس في ذلك ، أن زوجة الفران العجوز، كانت بحاجة لأربعة أرغفة يومياً ، فهي و زوجها بحاجة رغيفين، و الباقي كانت تجففهما وتطعم الدجاجات التي كانت تربيها، و تبيعها لأهل القرية، و عندما لم يبق لديها ما تطعم دجاجاتها، لم يبق إنتاج للدجاج الذي كان يصل السوق، فهذا ما يحدث عندما لا يكون كل شخص في مكانه المناسب، و يكون الأمر لمن لا ثقة فيه و لا خبرة لديه ، فكان مثلنا اليوم : أعط خبزك للخباز و لو أكل نصفه .
شريف اليازجي

المزيد...
آخر الأخبار