البساطة والتلقائية والعفوية كانت عنوان الألعاب التي كان يلعبها الأطفال في الأمس فكانت في معظمها مستمدة من البيئة المحلية التي يعيشون بها ونمط حياتهم المحدود بعيداً عن التعقيد أو الألعاب الجاهزة أما اليوم فقد تغير الحال واختلف بشكل كبير نمط الألعاب التي يلعب بها الطفل فهل هذا التغير أفضل أم لا؟ وأي الألعاب تساعد في تحقيق الفوائد المرجوة من لعب الأطفال لناحية تطوير القدرات وتنمية المهارات؟
لكل نوع من الألعاب ميزاته
تقول نجلاء سلامة لكل نوع من الألعاب ميزاته وله سلبياته وإيجابياته إلا أنني أفضل ألعاب الماضي وأتمنى من أطفالي أن يهتموا بها بشكل أكبر إلا أن ألعاب اليوم تفرض عليهم فالألعاب في الماضي كانت تعتمد على حركة الطفل ونشاطه حيث يقضي وقتاً طويلاً خارج البيت وهو يركض ويلعب وفي هذا فائدة كبيرة ونشاطاً لجسمه وبالتالي لعقله ويساعده على تنمية مهاراته وقدراته أما العاب اليوم فهي تسبب جمود الطفل هذا عدا عن الأمراض التي قد تصيبه وتسبب له هاجساً والبدانة أولها .
ألعاب الماضي أفضل
واتفقت اعتدال المحمود معها في الرأي على أن ألعاب الماضي هي الأفضل لناحية الحالة الاجتماعية الجيدة التي يكتسبها الطفل ففي السابق كان يلعب مع عدد كبير من الأطفال والجيران والتي تعلمه العديد من السلوكيات والقيم كالتعاون والاحترام والمحبة والتسامح أما اليوم فغالبية أطفالنا يعيشون بانعزالية بشكل كامل أمام أجهزة الكمبيوتر والتلفاز ووسائل الاتصال الأخرى.
فهو يجلس قابعاً أمامها طوال النهار صامتاً لايتكلم والأخطر من ذلك أنها تتدخل في تربيته بشكل سلبي حيث نرى أطفالنا اكتسبوا العديد من السلوكيات كالعنف واستخدام الألفاظ غير المهذبة دون أن يجدوا من يصححها لهم وفي كثير من الأحيان يقومون بتطبيق مايرونه على أرض الواقع أو يتلقون المعلومات حتى ولو كانت خاطئة.
رأي مختلف
فيما اختلف تيسير في الرأي حيث يرى بأن ألعاب اليوم تنمي ذكاء الطفل بشكل أكبر وتزيد من مهارات الطفل بسبب الكم الهائل من المعلومات وأصبحنا نرى أيضاً أن أطفال اليوم أكثر نضجا وذكاء من أطفال الماضي.
رأي المختصين
الآنسة هيام عنقا علم اجتماع قالت: قبل البدء بالحديث عن اللعب واختلافه بشكل كامل بين الماضي والحاضر سنتحدث عن أهميته بالنسبة للطفل فهو ليس فقط للتسلية وإنما له أهمية كبيرة في تنمية الطفل اجتماعياً وسلوكياً ولفظياً وحركياً كما أنه يهيئ الطفل للتعليم لاحقاً في مختلف العلوم وتحديداً عندما يكون هادفاً
لكل نوع من الألعاب سلبياته وإيجابياته إلا أن ألعاب الزمن الحالي سلبياتها أكثر بكثير من إيجابياتها وهذا يتطلب منا تحديد ساعات معينة للعب بها لطالما أننا لانستطيع إبعاد الطفل عنها بشكل كامل فمن سلبياتها أنها تؤدي إلى جمود الطفل جسدياً وعقلياً وأنها تسهم في زيادة وزنه وتعرضه للكثير من أمراض الجهاز العصبي وأمراض الرقبة وكذلك أمراض العين بسبب الساعات الطويلة التي يقضيها أثناء استخدامه لهذه الوسائل أيضاً من السلبيات أن الطفل يكبر بشكل سريع ولكن من غير أن تتكون لديه الخبرات بخلاف الطفل في السابق الذي كان باستطاعته في سن الرابعة عشر إدارة المنزل بالكامل أيضاً الألعاب في الزمن الماضي يمكن تكرار اللعبة أكثر من مرة دون كلل أو ملل مستمتعاً ومقابلاً وجوهاً مختلفة في كل مرة أما اليوم فإن اللعبة الجديدة تلغي في نظر الطفل أهمية اللعبة التي اكتشفها بالأمس دون أن ننكر أن الألعاب الإلكترونية تساهم في رفع مستوى ذكاء الطفل بسبب كم المعلومات الهائل التي يتلقاها الطفل.
أما ألعاب الزمن الماضي فتمتاز بالعديد من الفوائد حيث إنها تنمي الطفل اجتماعياً وتنمي مهارات القيادة لديه وأيضاً يتعلم الطفل فيها التواصل مع الآخرين وينمو لغوياً ويكتسب مهارة حل المشكلات التي تعترضه وتعليم الطفل روح التعاون وتبادل الخبرات بينه وبين أقرانه وهناك ناحية مهمة جداً وهي الصحة البدنية والعقلية والنفسية التي تكسبها هذه الألعاب للطفل عدا عن أن هذا النوع من الألعاب لايكلف الأسرة كثيراً من الناحية المادية عكس الألعاب الموجودة حالياً والتي ترهق الأسرة مادياً من جهة ومن جهة أخرى تشوش أفكار الطفل
ظروف الحياة اختلفت
وتابعت حديثها لا يمكن أن ننكر أن ظروف الحياة اختلفت بالكامل وانتقلت من حياة اجتماعية مفتوحة إلى حياة مغلقة وانطوائية أيضاً إننا نرى الأهل من شدة خشيتهم من خروج أطفالهم إلى الشارع ومن خوفهم لاتساخ ملابسهم أو اختلاطهم بأطفال آخرين غير معروفة أسرهم بالنسبة لأهل الطفل وغيرها من الأسباب التي جعلت الاهل يعملون على توفير الألعاب كافة بين يدي أطفالهم ليتجنبوا خروجهم من البيت.
وأخيراً:
إن كانت ألعاب اليوم مفروضة علينا وعلى أطفالنا بحكم التغيرات فيجب علينا نحن الأهل مراقبة أطفالنا وتحديد ساعات معينة للعب سواء الألعاب الإلكترونية أم الألعاب الأخرى وتشجيعهم على اللعب بألعاب الماضي من خلال الحديث عنها أو اللعب معهم بما يحقق لهم الفائدة والأهداف المرجوة من اللعب
نسرين سليمان