سؤال ورد في بعض المناهج المدرسية الحالية (ابحث في مصادر التعلّم عن كذا وكذا. .). طلب هام جداً, يطلب في الكثير من كتب المناهج التعليمية في مدارسنا والهدف منه الوصول إلى المعلومة المفيدة.
كنّا سابقاً في هكذا طلب نستعين بالكتب المتوافرة لدينا أو الرجوع إلى مكتبة المركز الثقافي أو مكتبة المدرسة لاستعارة المراجع, فهذه كانت بالنسبة لنا مصادر التعلّم، أما الآن فمصادر التعلم هي الإنترنت وهذا هو الواقع.
وهنا تكمن مشكلة خطيرة وكبيرة جداً، حيث ينقل الطالب ماورد أمامه من معلومات من دون حذف أو تغيير أية كلمة, وبعض المعلمين لايريدون إتعاب أنفسهم بالشرح فيقولون للطلاب: عودوا إلى مصادر التعلم.
على سبيل المثال ورد سؤال في أحد المناهج والمطلوب فيه الكتابة عن أثر ما في بلدنا وأهميته وكيف سنحافظ على الآثار، النتيجة: طالبتان كتبتا نفس الموضوع وبالحرف الواحد من دون زيادة أو نقصان أي /تشابه كامل/ وذلك بالعودة إلى مصادر التعلم, هنا أقول: أين الذكاء والبحث والتفكير في الإجابة؟
الخطورة في الموضوع أن الطالب لم يعد يشغّل فكره في الكتابة أو في صياغة الجُمل، هو فقط ينقل المعلومات الموجودة على النت.
ولم يعد للمصدر أو المرجع في مكتبة المدرسة أو في المركز الثقافي أيّ داعٍ لأن الطالب استعاض عن ذلك بالإنترنت,ووفر على نفسه القراءة من الكتب والتلخيص ولم يعد يريد بذل الجهد الكافي في الكتابة.
كنّا نستمتع بالكتابة في مواضيع التعبير, لأن فيها إبداع شخصي واضح, من جُملٍ وتراكيب جديدة, أما الآن فكل شيء جاهز ومن دون تعبٍ وتفكير وكما يقولون: (كبسة زر).
فهل في مصادر التعلّم الحديثة الفائدة المرجوة؟ سؤال يُطرح، والإجابة عنه لدى الجهات المعنية بالمناهج التعليمية.
مجيب بصو