في هذه الحلقة الأخيرة سأتابع الحديث عن الألعاب التي كنا نلعبها منذ أكثر من ستين عاماً و التي كانت تمتاز بالبساطة و الابتكار .
34- لعبة طاق طاق طاقية : هذه اللعبة كنا نلعبها في الحي أو في المدرسة خاصة في درس الرياضة . تتكون هذه اللعبة من عدد من الأشخاص ما بين سبعة و عشرة أشخاص و ربما أكثر يجلس الجميع على الأرض بشكل دائرة و يتم اختيار أحد اللاعبين و يعطونه طاقية حيث يبدأ بالدوران حول الأولاد الجالسين وهو يقول (طاق طاق طاقية) فيجيب الأولاد ( رن رن يا جرس) وأثناء دوران اللاعب فإنه يقوم بوضع الطاقية خلف أحد الأولاد و أثناء الدوران يقوم كل ولد بمد يده خلف ظهره فإذا استطاع إيجاد الطاقية فإنه ينهض و يقوم باللحاق بالولد الأول الذي يحاول الجلوس مكان الولد الثاني فإذا استطاع الولد الثاني لمس الولد الأول قبل جلوسه فإن الولد الأول يخرج من اللعبة و يتابع الولد الثاني الدوران خلف الأولاد ويقوم بوضع الطاقية مثل الولد الأول و هكذا يتم خروج الأولاد الواحد بعد الآخر حتى يبقى بالأخير ثلاثة أولاد . يتم اختيار الفائز من بينهم إما بالقرعة أو بالركض لمسافة ما حيث يكون الفائز بالسباق هو الفائز بلعبة طاق طاق طاقية
35- لعبة الدواليب الرنانة : و هذه الدواليب بقطر حوالى 60 -70 سم فإما أن يكون من الكاوشوك أو أن يكون جنط الدراجات العادية حيث كنا نقوم بوصل عدة أسلاك معدنية في محيط الدولاب بشكل متقابل ثم نقوم بتعليق بعض علب التنك أو الخشاخيش في هذه الأسلاك وغالباً ما تكون علب التونا والسردين الفارغة و عندما نقوم بدحرجة الدولاب أمامنا فإن العلب المعلقة تعطي صوتاً يشبه أصوات قرع الجرس و نشكل سباقاً والذي يصل أولاً إلى نهاية المسافة يكون هو الفائز
36- لعبة صاصا صاصا : وهذه اللعبة تتألف من عدد من الأولاد أكثر من ثلاثة وحتى الخمسة حيث يتم اختيار أحد الأولاد بالقرعة ثم يضعون تطميشة على عينيه وفي هذا الوقت يكون أحد الأولاد الباقين ممسكاً بيده عصا يقترب حامل العصا من الولد المطمش و ينكشه بطرف العصا قائلاً له ( صاصا صاصا أمسك رأس العصاصا ) أي أمسك رأس العصا فإذا نجح الولد المطمش بمسك رأس العصا فإن ماسك العصا يصبح عليه الدور حيث يحل محل الولد المطمش هذه اللعبة لم تكن لتخلو من الأذى حيث كان يوضع أحياناً في رأس العصا بندورة أو باذنجانة مهترئة تؤخذ من القمامة حيث يقترب حامل العصا من الشخص المطمش قائلاً له: ( صاصا صاصا أمسك رأس العصاصا) و عندما يمسك الولد المطمش بالبندورة المهترئة و غيرها من الموضوع في رأس العصا فإن يديه تتلوثان حتى أن معجون البندورة المهترئة يخرج من بين الأصابع و بالطبع فإنه تنشب مشاجرة بين الاثنين .
37- لعبة رمي الحلقة : و هذه اللعبة كنا نلعبها في البرية وهي تتألف من عدة أشخاص حيث كنا نأتي بحلقة معدنية أو قطعة خشبية وزنها بحدود النصف كيلو غراماً ونربطها بحبل ثم يقوم كل فرد منا بمسك طرف الحبل وتدوير القطعة المربوطة بالحبل في الهواء ثم رميها (تشبه رياضة رمي المطرقة) والشخص الذي يقوم برمي القطعة إلى أبعد مسافة يكون هو الفائز
38- لعبة الهوليمان: أو لعبة الحرب هذه اللعبة تُلعب في المنزل أو في الحي حيث ينقسم فيها الأولاد إلى فريقين لا يقل أفراد الفريق الواحد عن خمسة أفراد وبيد كل منهما خشبة تشبه العصا بمثابة البندقية حيث يختبئ الجميع و يحاول كل واحد من أفراد الفريق التفتيش على أي فرد من أفراد الفريق الآخر وعندما يجده يوجه عليه الخشبة قائلاً له ( هوليمان ) أي استسلم وعندما يرفع الولد الممسوك يده إشارة للاستسلام فإنه يقف بجانب الجدار لكونه أصبح خارج اللعبة . وهكذا إلى أن يبقى في النهاية ولد واحد يكون هو الفائز . قد يتساءل القارئ ما معنى (هوليمان) إن هذه العبارة فرنسية كنا نسمعها في الأفلام و هي مكونة من الكلمات التالية (HAUT LES MAINS) أي الأيدي عالياً.
39- لعبة تكسير البيض : وهذه اللعبة يلعبها اثنان فأكثر حيث كان يأتي اللاعب ببيضة مسلوقة أو أكثر . يتم الرهان بين الولدين على من يكسر البيضة التي بيد الآخر حيث يقوم الأول بمسك البيضة من أسفلها بينما يقوم الثاني بحضن البيضة في يده تاركاً دائرة فارغة من أعلى البيضة بقطر حوالى 2سم وحينها يقوم الأول الذي بيده البيضة بالضرب على البيضة التي بيد الولد الثاني فإذا كسرت البيضة التي بيد الولد الثاني فإن الولد الأول يأخذها وإذا لم تنكسر فإن الولد الثاني يأخذ البيضة التي هي بحوزة الولد الأول .
40- لعبة تسلق المآذن من الخارج: كنا نتسابق بالصعود إلى المئذنة من الخارج بوضع أرجلنا بعد أن نخلع أحذيتنا ووضع أيدينا على نتوءات الأحجار والتسلق حتى نصل إلى المئذنة و كم من مرة سقطنا على الأرض لأننا لم نستطع التشبث بالنتوءات بشكل جيد وكم أصابتنا الجروح و أحيانا الكسور من خلال تلك الوقعات والذي يصل إلى المئذنة بأقصر وقت يكون الفائز .
هذا ما أسعفتني به الذاكرة من خلال ما سلف أن ذكرته في الأجزاء التسعة لألعاب الأولاد منذ ستينات القرن الماضي وأرجو أن يكون القارئ الكريم قد وجد فيها متعة الذكريات السابقة علماً أن جميع الألعاب التي ذكرتها ما عدا ألعاب البنات كنت أحد مكوناتها و هنا لابد أن أسجل شكري لابن الحارة المهندس الأستاذ أيهم الطبشي الذي أمدني ببعض الذكريات التي دونتها في الجزء السابع من مسلسل ألعاب الأولاد في منتصف القرن الماضي
و إلى اللقاء في ذاكرة جديدة
المحامي معتز البرازي
المزيد...