كيف يستثمر المراهق الوقت؟ دور مهم للأهل وإشراك المراهق بالأعمال .. تنظيم وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية.. نوادي وعادات المطالعة
تعد مرحلة المراهقة من المراحل الهامة والحساسة جداً في حياة الإنسان لذا يجب الانتباه إلى أدق تفاصيلها ومن هذه التفاصيل أهمية تنظيم الوقت واستثماره بالشكل الأمثل، وهذا الأمر في غاية الأهمية في جميع المراحل وليس فقط في مرحلة المراهقة ولكن لم يتم الاهتمام به جيداً في هذه المرحلة من الممكن أن يدفع بالمراهق إلى تصرفات غير سليمة لملء أوقات الفراغ لديهم كالتدخين واللجوء إلى رفاق السوء أو إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ولاسيما أن شباب اليوم لم يعد يهتم بوقته أين يقضيه وفيما يستغله وأن غالبيتهم يميل إلى الحياة الفوضوية الخالية من التنظيم وساهم الانفتاح الكبير على وسائل التواصل في زيادة الطين بلة
ساعات طويلة في استخدام الإنترنت
يقول أسامة وهو طالب حقوق سنة ثانية تحدثنا معه وهو خارج من مقهى الإنترنت حيث أكد بأنه يقضي أوقات فراغه مع أصدقائه في مقهى الإنترنت لتصفح مختلف المواقع.
أما سها فهي لاتضطر للخروج من البيت فهي تقضي كل ساعات الفراغ في البيت إما أمام شاشات التلفاز أو باستخدام هاتفها الجوال أو اللعب بالألعاب المتاحة عبر الشبكة.
في حين أن زين يقضي وقته إما بالخروج مع رفاقه إلى الحدائق أو إلى مقاهي الإنترنت وأيضاً في البيت أمام شاشة الحاسوب حيث توجد الكثير من الألعاب المسلية وألعاب الفيديو أو مشاهدة الأفلام على حد قوله.
غير راضين
الأهالي في الغالب غير راضين عن تصرفات أبنائهم ولكنهم كمن ابتلع الموس لأن هذه المرحلة حساسة جداً وتتطلب التعامل الخاص تقول مريم: أشعر بالغبن والضيق عندما أراه يجلس أمام شاشة الحاسوب أو يتجمع مع أصدقائه يتناولون النرجيلة ولكن في الوقت نفسه لا أستطيع التكلم معه لأن ردود أفعاله قاسية.
أسامة قال: أحاول قدر الإمكان أن أشغل وقت الفراغ عند ابني بأشياء تعود عليه بالنفع، ولكن لا أنجح دائماً لأن وسائل الاتصال الكثيرة استحوذت على عقول أبنائنا للأسف فهم لا يرون سواها لذا من الأجدر بنا أن نعود هم على حسن استخدامها والاستفادة منها بشكل إيجابي لأننا لن نكون قادرين على إبعادهم
أكثر فئة تعاني الملل
الآنسة رؤى المحمد علم اجتماع قالت: المراهقون هم أكثر فئة تعاني من الملل والضجر والمشكلة أن أوقات الفراغ لدى المراهق كثيرة تضيع هباء إذ إنه من الصعب عليه وحده استغلاله، وهنا يأتي دور الآباء فأكثر مايحتاجه المراهق في هذه المرحلة هو وقوف والديه إلى جانبه خلال الصعوبات التي تواجهه وعليهم أيضاً عدم ترك الابن حتى يصل إلى مرحلة الفراغ الباعث الأول للملل وذلك عن طريق تفادي الروتين الحياتي إن أمكن سواء من خلال تنظيم رحلات في نهاية الأسبوع أو الاعتياد على ممارسة الرياضة و الانتساب إلى نواد رياضية أو شغل الوقت ثقافياً ويكون بزيارة المتاحف وقراءة القصص والكتب الهادفة ومشاهدة الأفلام ومناقشته بها.
أيضاً يجب على الآباء إشراك الابن معهم في أعمال خارج المنزل وكذلك الأم إشراك ابنتها معها في أعمال المنزل كالطبخ والترتيب.
ومن المهم تشجيع المراهقين على كتابة مذكراتهم اليومية قبل الذهاب للنوم حيث يمكنهم التعبير عما يجري بداخلهم بكل حرية .
تنظيم استخدام وسائل التواصل
أما الأمر المهم فهو تنظيم استخدامهم للأجهزة الإلكترونية لوسائل التواصل وتحديد وقت معين لاستخدامها حيث أثبتت الدراسات أن المراهق يقضي نحو ٩ ساعات يومياً بشكل وسطي باستخدام الإنترنت أو بمشاهدة التلفاز وحسب الدراسات أيضاً: إن كثرة استخدامه لهذه الوسائل يعرضهم للاضطرابات العاطفية وللاكتئاب والسبب أن المراهق يقوم بمقارنة نفسه بالآخرين الذين يظهرون عبر هذه الوسائل والذين تبدو حياتهم أكثر رفاهية أو لديهم أجساماً مثالية أو أسلوب حياة أكثر ثراء أو إثارة فمن المعروف أن تغيرات كثيرة تطرأ على الدماغ في سن المراهقة ولهذا يجب مراقبتهم جيداً
أما علامات الملل تظهر جسدياً من خلال الكسل والخمول ورغبة في العزلة وفقدان الرغبة في العمل والعطاء أما المشكلات النفسية والاجتماعية والعاطفية فتكون غير ملحوظة وهنا تكمن خطورتها البالغة وتتسبب بمشكلات الابن مع أسرته.
فالمراهقة مرحلة جديدة وهامة في حياة الابن أشبه بالولادة الجديدة فإن لم يتعود على عادات صحية وتربوية سليمة فسيفقد الكثير من المواصفات التي تؤثر عليه مستقبلاً في جميع مناحي حياته.
إذاً:
الملل حالة عامة عند البشر جميعاً ولكن عند المراهق يظهر بصورة أكبر بسبب طبيعة هذه المرحلة الحساسة في حياة الإنسان وعدم قدرة المراهق على معرفة نفسه ومعرفة مايسعده أو مايزعجه فلنعمل على استثمار هذه المرحلة جيداً.
نسرين سليمان