لم يعد العنبر يسكن المنازل ، فقد رحل ليتربع عرش الذاكرة ، قطعة نادرة واثرية تخفق لها قلوبنا لماض جميل وإن كان يعني التعب والشقاء لاجدادنا الذبن علمونا ان من يأكل من انتاجه لن يجوع، ومن يزرع لابد ان يحصد ، والعنبر كان بالنسبة لهم مستودع الحياة ولقمة العيش ,بنوعية الخشبي والمعدني ، كان رمز للخير والبركة ,عندما يمتلئ فهذا يدل أنه لاقحط ..لا وجود لانسان يجوع ..أو يحتاج الطعام .أنه من بقايا الزمن.
لم يكن يخلو بيت من عنبر خشبي أو عنبر من التنك،يكفي ان تفتح عين واحد من عيونه الموزعة والتي هي عبارة عن قطعة خشببة فينهال الخير ، ففي بطون العنابر كانت تختبيء مونة البيت من الحبوب: برغل، حنطة، عدس، طحين، بل تخصص ” عينة” من العنبر للتين اليابس والهبول….
….ويحدث هذا إما للاستهلاك المنزلي أو لإعطاء عابر سبيل ما تستطيع
فريزة من الماضي الجميل تحوب كل ما يحتاجه الانسان في ايام الشتاء كما حالنا اليوم ، حيث لا يخلو بيت منها تقريباً أو تكون جزءاً من البراد، فهو يحفظ المأكولات وأساسها الحبوب، موفراً طعاماً صحياً نظيفاً خالياً من كل أنواع الملوثات، ولا تدخله أية مواد حافظة، فالطبيعة تتكفل بذلك.
فما هو العنبر ؟؟
وهو عبارة عن خزان كبير مصنوع من قوائم خشبية تصل بينها ألواح معدنية من التنك أو التوتياء مقسم الى عدة أقسام وحجم العنبر في البيت او عدد العنابر مرتبط بعدد أفراد الاسرة فكلما كان عدد الافراد كبيراَ كان العنبر كبيرا ثم يوضع كل منها في عونية خاصة والمقصود بالعونية القسم من العنبر وكل قسم مفصول عن غيره بقواطع معدنية داخلية كي لا تختلط المواد مع بعضها ولكل عونية غطاء محكم يستخرج منها الطحين أو الحبوب .
بات وجوده اليوم نادرا او حتى مستخيلا إلا في بعض المنازل التي تركته لتعيد لذاكرتها ايام البساطة وحياة الهدوء والجمال.