الذي أعرفه أن رعاية المسنين والاهتمام بهم أصبح معياراً من أهم المعايير التي تقاس بها تقدم الأمم وتحضرها , ذلك أن المسنين هم تاريخ الأمة وحصن رسالتها , لأنهم كانوا أكثر الناس عطاء للمجتمع وبذلك أضحوا أكثر الدائنين له.. والمسن بواقع عمره المتقدم قد بلغ سن المعاش ومعه فََقدَ دوره ومكانته وانخفض دخله وتضاءلت فرص اتصالاته الاجتماعية وبذا بات يشعر بالإحباط والعزلة وبتغير اتجاهه نحو المجتمع ونحو الأسرة مما يؤدي بالنتيجة إلى هروبه وانسحابه من المجتمع , وإن أول ما يشعر به المسن أنه غير محترم في مجتمعه وأنه أصبح عبئا على الآخرين من خلال عدم تفاعل الآخرين معه وخاصة أن هناك من بين المسنين من يواجه مشاكل حياتية صعبة ..
تبرز مشكلة المسنين في ضوء حياتنا الراهنة وواقعنا المؤلم وبما تضغطه عليهم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والصحية والنفسية فتصبح قضيتهم قضية مهمة وملحة. بما لها من بعد اجتماعي ودلالات ومؤشرات في حركة الحياة الإنسانية .
ما اريد قوله أن هذه الفئة من الناس وقد أصبحت في مرحلة عمرية متقدمة وباتت معها هي الأكثر احتياجا للرعاية الاجتماعية أليس غريبا آن يتربص بهم المجتمع ليعطيهم شهادة الموت الاجتماعي قبل الموت الطبيعي جرب يوما وبعدسة العين المفتوحة تجول في شوارع المدينة أو ادخل ردهات دوائر الجهات العامة أو انظر عند منافذ البيع في المؤسسات أو الدفع في كوات الكهرباء والماء والهاتف أو عند الصراف الآلي أو في المشافي أو..أو..إنها مناظر مؤذية لا تنتهي وكلها تبرز عنوانا واحداً أننا قوم لا نحترم المسن..فأرصفتنا مثلا وقد توضّعت عليها بسطات الباعة وهي أصلا للمشاة, ومنافذ الأرصفة لنزول المسنين وعربات الأطفال وقد سدَّها وقوف السيارات .. وكوّات الدفع المخصصة أصلا للمسنين يتزاحم عليها الشباب مثلها في ذلك منافذ البيع في المؤسسات الاستهلاكية ومثلها أيضا كوات الدفع والصراف الآلي وترى المسن المسكين من منهم يجلس حتى على طرف الرصيف لتعبه وانتظارا لدوره وما من احد يعطف عليه او يحترم شيبته والكل شعاره “دبر راسك وحلال ع الشاطر” الذي أريد قوله أن شباب اليوم هم مسنّو الغد .
ما رأيكم دام فضلكم “واللاَّ ما في حدا لحدا” …وسمعان ما هون؟!”..
محمد مخلص حمشو