.. انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة زاد بؤس المواطن بؤساً آخر ، فلم يعد يهتم لدرجات الحرارة المرتفعة والتي لاتحتمل من دون مراوح ، ولا يهمه الحلوس أمام التلفاز لرؤية مسلسل بعيد عن واقعه الذي يعيش أو طبخة على قنواتنا السورية تكلفتها تضاهي راتبه الشهري ، وماعاد يهتم لرؤية إشاعات الفيس واخباره الكاذبة حينا والمؤلمة حينا آخر عن هبوط للدولار فيما الأسعار على حالها ، بات هم المواطن الوحيد أن لا يؤثر تواتر التيار على أجهزته الكهربائية فيعطلها وقد بات إبدالها صعب المنال و إصلاحها يحتاج لتقسيط طويل ، أما فاجعته الكبرى فهي ماحل بمؤونته من خراب بعد أن كانت أمله في إطفاء لهيب أسعارها في غير موسمها ، وكانت سلاحه في مواجهة وحش الغلاء المتزايد الذي أكل مابقي من فتات راتبه.
ماذا نفعل ؟
كلام مؤلم كثيراً ودعوات نابعة من قلب مقهور على من تسبب بضياع تعب جسدي ومادي لعائلات تعبت وهي تعد مؤونة الشتاء فألقت بها كما ألقت بأحلامها في مواجهة الشتاء إلى القمامة .
خسارة مرتين
يقول أحد المواطنين : من يمتلك في ثلاجته مونة ويخاف عليها من التعفن بسبب غياب الكهرباء فليوزعها لأقربائه وليستفد من توزيعها بدل أن يلقيها ويخسرها مرتين.
كبيناها
فيما قالت دعاء : الله لا يسامحن بتعبنا وبمصارينا لأن الواحد بيقطع عن تمو ليعمل مونة والله حرام المؤنة بلفريزة خربت وكبيناها ونحنن نشوينا والمسؤولين عم الكهرباء لا من شاف ولا من دري
تبريرات
التبريرات المعتادة التي نسمعها بشكل دائم بأن الانقطاعات خارجة عن إرادة شركة الكهرباء أو بسبب عطل هنا وآخر هناك أو أن المواطن ونتيجة استهلاكه الكبير للكهرباء من خلال تعدد استعمالاته يؤدي إلى انهيار الشبكة وعطل المولدات ، أما اليوم فقد كان لشركة الكهرباء بحماة عذر آخر وهو قلة الميغايات المخصصة للمحافظة من العاصمة وقد تم زيادة هذه المخصصات حالياً وهذا سينعكس إيجابياً على تحسن واقع الكهرباء.
ليست الكهرباء وحدها ماتزعج المواطن الذي اعتاد على غيابها في السنوات الأخيرة ، لكن مايزعجه اليوم أن تكون خسارته مضاعفة فمن جهة هو يخسر أجهزته الكهربائية ومن جهة أخرى يخسر ما بداخلها وهو أحوج مايكون إليها اليوم بعد كل مايمر به من ضيق.
ازدهار صقور