الدكتور معتز علواني ( للفداء ) : التعليم علم و فن و العلاقة بين وزارتي التربية و التعليم العالي تكاملية
لطالما كان الجدال طويلا حول دور كلية التربية في إعداد كادر مؤهل لمواكبة المناهج المطورة ، كادر قادر على الصمود في الغرفة الصفية ، ولأجل ذلك كان لنا الحديث المطول مع الدكتور معتز العلواني (دكتوراه في المناهج وطرائق التدريس في اللغة العربية)جامعة حماة ، الذي حدثنا في ذلك مفصلا:
إن العلاقة بين وزارتي التربية والتعليم العالي تشكل حلقة متكاملة ، فمخرجات وزارة التربية أولا، هي مدخلات لوزارة التعليم العالي ، ومخرجات وزارة التعليم العالي هي التي تكوّن أساس المدخلات الجديدة للتربية ، فالطالب في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي كان يتابع في وزارة التربية ، وعندما ينتقل إلى التعليم العالي (خريج كليات العلوم الإنسانية وكلية التربية ) سيعود من جديد بعد التخرج للعمل في وزارة التربية , ولذلك لا يمكن الفصل بين عمل الوزارتين، ولا يمكن لأي منهما أن تعمل على حِدة .
وإن آخر ورشة عمل مشتركة كانت عام 2018، إذ كان هناك لقاءات مشتركة بين الوزارتين لإعادة النظر في خطة وزارة التعليم العالي بالنسبة للمناهج في كليات التربية في سورية، و بما يساير ما تقوم به وزارة التربية من عملية التطوير، وبالنسبة إلى عمل كلية التربية فإن كلية التربية في جامعة حماة، تتابع جميع ما يجري من تطور في مجال إعداد المناهج والدورات التدريبية التي تجري على هذه المناهج ،وتعمل باستمرار على تطوير خطة لإعداد المعلم من خلال (التربية العملية – الجانب العملي في حلقات البحث- الأبحاث التي تعالجها مشروعات تخرج طلاب كليات التربية ).
فالتربية العملية يجري التوجيه بالعمل فيها وفق خطة وزارة التربية في إعداد الدروس وتطبيقها، سواء في مرحلة المشاهدة أم الانفراد ,وكذلك بالنسبة إلى حلقة البحث التي تعد الجانب العملي للمواد، والتي تحمل طابعاً تدريسياً، إذ يُؤكَّد تحضير هذه الدروس وفق الخطة المطورة التي أقرتها وزارة التربية .
أما من ناحية المشروعات البحثية (مشروع التخرج)، توجه الأنظار نحو إعداد أبحاث تدرس واقع المناهج المطورة من جوانب متعددة، سواء من تحليل المحتوى أم الطرائق المنيعة في تطبيق هذه المناهج .
و فيما يتعلق بالمناهج المقررة على طلاب كلية التربية ,إذ تتنوع هذه المناهج بين مقررات وكتب جامعية ،وتحرص المقررات على مواكبة أحدث النظريات التربوية وتطبيقاتها إجرائياً ،ليكون إعداد هؤلاء الطلبة ملائماً لحياتهم العملية بعد تخرجهم , وما يجري من دورات تدريبية في وزارة التربية تؤخذ مادتها النظرية والتطبيقية من مناهج وزارة التعليم العالي وتجري عليها بعض التعديلات لتناسب الفئات المختلفة للمتدربين(متدربون حديثو الخبرة- متدربو ذو خبرة جيدة وطويلة) , وقد عملت وزارة التربية على تدريب الوكلاء(خارج ملاك الوزارة) وربما كان هناك من خريجي كلية التربية من هؤلاء الوكلاء الذين لم تسمح لهم الفرصة حتى الآن بالتعليم أو العمل داخل الملاك ،
كما أن تنوع المواد المقررة على طلاب كلية التربية يجعلهم مؤهلين لتطوير قدراتهم وفق المتطلبات التي يواجهونها في أثناء عملهم في المدارس ؛ بما في ذلك من المواد المتعلقة بعلم النفس، والتي تتناول موضوعات مستجدة ولاسيما في الظروف التي يعيشها الوطن حالياُ ،وعن مجال التطور التقني في الكلية ختم لنا الدكتور معتز قائلا : تأخذ كلية التربية في الحسبان من خلال حث الطلاب (طلاب كلية التربية) على الاستفادة من التقنيات الحديثة من خلال مواد مثل التعليم الالكتروني- تقنيات التعليم…), وهذا بدوره يمهد لأساس متين يشكل منطلقاً لمعلم ماهر في استخدام أدواته وتوظيفها توظيفاً قائماً على أسس علمية واضحة.
ومن الجدير بالذكر أن الكليات النظرية مثل كلية الآداب قسم اللغة العربية تدرس مادة الطرائق لطلاب السنة الرابعة ،وهذا أمر مهم لخريج هذه الكلية إذ يطلعه على الجوانب التربوية التي تهمه في أثناء عمله في التدريس وتملكه بعض الأدوات اللازمة لهذه العملية , فقد تمكن من اكتساب المادة العلمية بدراسته العديد من المواد المتعلقة باللغة وآدابها ولكنه لم يطلع على الطرائق والأسس النظرية للعملية التعليمية والمنطلقات الأساسية التي تساعده على دخول القاعة الصفية وقد امتلك ناصية الفكرة القائمة على أنَّ (التعليم علم وفن).
شذى الوليد الصباغ