الحب قدس من الأقداس السماوية ولكننا صغاراً أمامه، لأنه عطاء.. وتضحية.. وسمو.. فتعالوا نقلب صفحات تاريخ السلمية البلدة المنسية الراقدة بأمان واطمئنان على أبواب الصحراء، يلفها الحب والجمال وتحتضنها الرؤى والذكريات.. وأجمل ذكرى تركها عاشق بصحراء السلمية هي (قناة العاشق) يروى أنه في عهد الرومان أو ما قبله أن أمير السلمية وقع في حب ابنة ملك أفاميا وطلب يدها للزواج ولكنها رفضت بادىء الأمر ثم عادت وقبلت مشترطة عليه أن يجلب لبلدتها أفاميا الماء من السلمية ولهذا السبب سميت قناة العاشق. والمعروف أنها تنبع من أراضي زغرين وأبو رباح شمال السلمية وتمتد حتى جبل الخضر ثم تأخذ بالاتجاه نحو الغرب قرب عين الزرقاء مارةً بزور الشيخ بكر القريب من أراضي تلدرة وتلتف ثم تدور حول جبل زين العابدين الواقع على بعد /7 كم/ عن حماة فتدخل أراضي معردس وبعدها صوران ثم مورك وكفر زيتة وأخيراً تنعطف نحو قرية كفر نبودة مارة بأراضي تل هواش ثم تنثني نحو الجنوب مجتازةً أراضي قلعة المضيق ومنها تصب في أفاميا بخزانات أعدت لها في الجانب الشرقي ولا تزال آثارها باقية حتى الآن والمعروف أن المسافة بين السلمية وأفاميا /85كم/ وطول القناة بالتعاريج يبلغ /150كم/ علماً أن ارتفاع السلمية عن سطح البحر يبلغ /475م/ بينما ارتفاع أفاميا /308م/ كل هذا يدل على حضارة الأقدمين وعبقريتهم وعراقتهم بفن الهندسة يبدو أن هذه القناة تحولت إلى حماة. قناة العاشق آبدة أثرية تحكي على مدى الزمن وآلاف السنين والقرون قصة الحب الخالد الذي صار قطعة أثرية فنية وعظيمة لذلك العشق الأذلي الصادق البعيد كل البعد عن الأنانية (والأنا) . فأمير السلمية العاشق الذي غنّى قلبه قصائد الحب في آفاق السماء وكتبها على رمال الصحراء لتشرق عليها الشمس ساطعة مضيئة لأنها أغلى مهر عرفته الأرض.