عندما تكون شاعراً ….
تمسك ببهاء الحرف، وقدسيّة الكلمة،تحلّق عالياً في الفضاءات الرحبة، تمضي بفرح إلى الدهشة والجمال ، ترسم لوحة ًهنا ، ولوحة ً هناك، تُعيد تشكيل الكلمات بألق ،وتعاود العزف على مزامير ِالقلوب العاشقة ….
عندما تكون شاعراً ….
تستهويك الاطلال، السفوح، القمم، نبض الذكريات ،وانت َ تهرول إلى الوراء، تبني أحلامك التي نسجت عراها من وجد لا يتبدد، تبحث بلهفة عن أحلام الفقراء ، الذين يشبهونك شكلاً ومضموناً ،وتحاول بعث النبض في حكايات ما زالت حيّة، لم يبدلها الزمان …
عندما تكون شاعراً …..
عليك أن تكون في المقدمة، في الطليعة، تحمل سيفك «قلمك »،قرطاسك، وتبدا الحكاية، حكاية الكتابة ،كتابة ما تراه وتحس به،تعيشه، ترصده بعينك الثاقبة، لانك الأقدر على التامل،البوح، الترقب، قراءة الآتي …السفر عبر الأفكار، السفر عبر الورق، أنت الأقدر على صوغ موَاطِن الجمال،الخير، الحب، الإلفة، والأميز في الكشف والملاحظة والإقناع … لأنك المبدع والفنان الذي يسابق بكلماته الريح ويمضي في رحلة البحث والعطاء …
عندما تكون شاعراً….
لا ضفاف أمامك ،ولا مراكب متوقفة، كل الشطآن مفتوحة، الأمداء الواسعة تدفعك للإبحار في مفازات النقاء، الصفاء، البهاء ….
عندما تكون شاعراً …..
لا حدود امامك، لا وقوف أمام العثرات، عليك الانطلاق كطائر حر يدرك جيداً سمو القمم وعظمة التحدي …لأنك الإنسان، المُحب ، العاشق ، القابض على الجمر، يستهويك الركض خلف أحلامك البريئة، تأسرك حكايات الجدات وشغب العصافير…..
عندما تكون شاعراً …
تتربع على عرش الحكمة ،وتهيم في نواميس الفكر…. أنت جريءٌ، صاحب بصر ٍ وبصيرة، سلاحك الصدق ،ومدادك البراءة …تسافر في مراكب العشاق، بوصلتك المحبة، النقاء ،الصفاء، تمضي بشغف الصغار إلى المستقبل بقلب كبير يتسع لكل القصائد والملاحم والحكايات …
*حبيب الإبراهيم