إن القراءة مفتاح لحياة جديدة ، وبناء شخصية متميزة، وهي غذاء لروحنا وعقولنا ، وعلينا أن ننتبه لأهميتها وأن نعطيها حقها، وخاصة في وقت مبكر من العمر، لذلك علينا أن نحث أبناءنا على القراءة ومنذ الصغر، فالقراءة ستسهم في بناء طفل سليم اجتماعيا، وثقافيا، وعقليا، فهي ستجعل طفلنا ينمو بشخصية أقوى ، منفتحة على أقرانها، متقبلة للآخر ، إنه مفكرصغير وأديب مبدع ، كم أنها ستفتح مدارك عقله من خلال تغذية العقل بالمعلومات التي قرأها، تلك التي ستزيد من قدرته على التخيل والإبداع ، وليس ذلك وحسب بل ومن تجربة شخصية من التدريب على ماراثون القراءة ولسنوات لاحظت ازديادا في قدرة هؤلاء المتدربين على استرجاع المعلومة وبسرعة وبدقة وبتنظيم ، وتحسنا في المستوى التعليمي أيضا ، وخلق روح متألقة واثقة من نفسها ، فهو لايرى سوى المساحة المشرقة في حياته، بل إنها تزيد من ذكائه إذا ماكان طفلا، ففوائد القراءة لاتقتصر على الفائدة العقلية والشخصية ، بل إنها تنعكس إيجابيا وبشكل ملحوظ على الناحية الاجتماعية ، فالطفل القارئ سيكبر وتراه منفتحا على الآخرغير انطوائي، بل ويتعامل مع أسرته بطريقة أكثر وعيا لعمره ، وبمرونة أكبريتقبل الرأي الآخر ، سواء لأمه أو أبيه أو إخوته وبمحبة لا بالإكراه بحكم العمر.
إن للقراءة حقا فوائد جليلة علينا ألا نغفلها ، لأنها فرصة لدينا لبناء الطفل السليم ، اجتماعيا وأخلاقيا وسلوكيا، من خلال توجيهه لنوعية الكتب التي يتناولها، فتوسع من آفاقه، وهي بعد حين تساعد على خلق جيل قارئ وليس البناء فقط، فذلك الطفل ابن الثلاث سنوات عندما يرى إخوته ممسكين لكتاب حثهم عليه الأهل ، سيكبر ويمسك كتابه طواعية وبرغبة وبشغف، فهو حكما سيتأثر بالمحيط الذيي يعيشه، وبذلك نكون قد خلقنا جيلا قارئا .
ويبقى أن نقول إن نشر ثقافة القراءة بين أطفالنا وبشكل مدروس وبحيث نتابع نوعية الكتب المقروءة سيساهم في فتح أبواب لمستقبل أفضل لنا ولأبنائنا.
لنسع جاهدين لنشر ثقافة القراءة ، وإبعاد أطفالنا عما وصلوا إليه من إزهاق وحرق مئات الساعات على قنوات التواصل الاجتماعي التي قد تذهب بأبنائنا إلى الهاوية .
احرصوا أن يكون الكتاب رفيقكم فأنتم القدوة لأبنائكم.
شذى الوليد الصباغ