عندما نقلب صفحات تاريخنا المجيد ، و تطالعنا أسماءهم المضاءة بالعز و الفخار .
نقف عند واحدٍ من أبطال التاريخ الأمير فارس السيف و القلم ( مؤيد الدولة ابن المظفر أسامة بن منقذ ) .
ولد أسامة بن المنقذ في ( 27 جمادى الآخر في 488 هجري الموافق 4 من تموز 1095 ميلادي ) في شيزر غرب حماة على ضفاف العاصي في أسرة عريقة عرفت بالعلم و الأدب و الدين .
عاش أسامة شهماً و زها مجاهداً أديباً و شاعراً حكيماً و رحالاً ..
و هنا أسلط الضوء على الجانب الإنساني عنده و المؤثرات الحياتية التي مرت بالشاعر و أثرها الكبير في تكوين شخصيته المتميزة بسلوكيتها و نظرتها إلى الحياة
تلك الشخصية تميزت نزعتها الإنسانية حتى في أحلك الظروف التي مر بها الشاعر في حله و ترحاله ، كان لها أكبر الأثر في طبع أسامة بن منقذ بالطابع الإنساني في حبه للآخرين و في تعامله معهم و معاشرته لهم .
ـ أعماله :
عاصر أسامة القرن الأول تقريباً من الحروب الصليبية و قد عانى هو و أصحابه في هذه الحروب و لابد من ذكر نبذة مختصرة عنها .
بدأت الحروب الصليبية بحملتين الأولى على بلاد الشام و الثانية على أفاميا بقيادة أمراء الصليبيين و قد اجتازوا البوسفور سنة ( 1097 م ) و تغلبوا على السلاجقة المسلمين في الأناضول و ساروا حتى وصلوا بلاد الشام ، و دارت معارك بين جيش الصليبيين و المسلمين أمضى أسامة بن منقذ شبابه و كهولته في حرب الصليبيين و اشترك خلالها في عشرين معركةٍ إلى ان أقعدته السبعون سنة عن الحرب و القتال فانصرف للكتابة و التأليف .
المراسلات :
راسل أسامة بن منقذ السلطان ( صلاح الدين الأيوبي ) و كان بين أسامة و صلاح الدين صداقة و مودة منذ كان في بلاط ( نور الدين والد محمود الزنكي ) فكان أسامة في حالة البعد يراسله و يبثه شكواه و يمدحه و قد ذكرها له ( الكاتب عماد الأصفهاني في الخريدة ـ الجريدة جـ 1 / ص 146 ) قسم شعراء الشام و كاتب أسامة العماد الأصفهاني فكان يأنس له كذلك كان بينه و بين ( طلائع بن رزيك ) صداقة متينة حيث كان يتوسط بين أسامة بن منقذ و نور الدين الزنكي ضد الأمراء الإفرنج و كانت مراسلاتهم شعراً .
الشعر :
الشعر عند ( أسامة بن منقذ ) و هذا ما ذكره الكاتب ( عماد الأصفهاني ) قال كان اسامة لكثرة ترحاله اثرا كبيرا في شعره فكثيراً ما شكا الفراق و الاغتراب و إقامته في أكثر البلدان ، و ذلك ما نقرأه و نلمسه في شعره لوعة الحرمان و ألم الشوق إلى الوطن المفارق و قد كتب ذلك في ( الخريدة جـ 1 / ص 146) كتب الشعر و المدح و الغزل و الرثاء و الوصف .
مؤلفات أسامة بن منقذ :
مؤلفاته ممتعة عشرون مؤلفاً ذكرها له من أرخوا حياته و ربما كان له غيرها و قد طواها الحدثان .. رطوبة المكان و يد الإنسان أذكر منها بإيجاز :
كتاب الاعتبار . كتاب العصا و قد ألفه أسامة في آخر حياته
كتاب الألباب . كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز تأليف ( أبي الفرج بن علي الجوزي ) اختصره أسامة بن منقذ .
كتاب سيرة عمر بن الخطاب . تأليف ( ابن الجوزي ) اختصره اسامة بن منقذ
كتاب الأزهار . كتاب النوم و الحلام .
وفاته :
توفي أسامة بن منقذ في ليلة الثلاثاء ( في 23 من شهر رمضان سنة 584 هجري )
و دفن شرقي جبل قاسيون تاركاً سجلاً ضخماً في البطولة و الرحلات و الشعر و الأدب و صفحات التاريخ أكبر مثال و أعز دليل .
المراجع :
كتاب الاعتبار ، ديوان أسامة بن منقذ للدكتور أحمد أحمد بدوي.
إعداد : رامية الملوحي