ميساء علي سيفو ….أيقونة قصيدة النثر

 

سلمية هذه المدينة التي يشكل الأدب والفكر والفن والثقافة فيها أهم المقومات، قربها من الصحراء زادها سحراً وفتنةً، و أعطى أهلها صلابةً وحباً للحياة…الشاعرة ميساء سيفو هي ابنة هذه المدينة تحدثت لنا في لقاء معها للفداء عن تجربتها الشعرية فقالت :
علاقتي بالكتاب علاقة وطيدة، يستهويني الأدب بكافة أجناسه..أحببت الشعر منذ الصغر وبدأت بكتابته بكل ما لدي من شغف وتعلق بالمفردات.
لي محاولات مبكرة في كتابة الخاطرة والشعر العمودي والتفعيلة ..
لكن في قصيدة النثر بالتحديد وجدت ذاتي، فهذه القصيدة تشكل  فضاءً شاسعاً للتحليق ،خلقاً دائماً للجمال، عالماً مسكوناً بالدهشة  و التكثيف والصور المبتكرة ،بالفكر العميق والبنيان المتين..
قصيدة النثر تعتبر من أهم الصور الحقيقية للأدب المعاصر  والذي يعد بشكل أو بآخر استمراراً للأدب القديم ولكن برؤية حداثوية وبوعي جديد .
إن الخلط بين قصيدة النثر وغيرها من الأجناس الأدبية الأخرى واستسهال كتابتها من قبل البعض لا يقلل من أهميتها ، بل يجعل من اللازم والواجب على كل من يطرق بابها _متلقياً كان أم شاعراً_
أن يعي ملامحها وخصائصها وسماتها الأساس عندها فقط سيكون هذا الطرق جاداً وخلاقاً..
وعن دواوينها تقول:
لي ديوانان مطبوعان
_ ( على مرأى من الحب )طبع عام ٢٠٢٠
_ ( كثبان مالحة ) عام ٢٠٢٢
_و ديوان ثالث أعمل على إنجازه حالياّ..
في هذه الدواوين برز حب الوطن والألم على ما ألم به واضحاً وجلياً   …انتقلت من الهم  الخاص والذاتي إلى الهم العام. وسجلت موقفي الإنساني من الحياة بكل  تجلياتها وانبعاثاتها …
الشعر بالنسبة لي  يسمو بالإنسان والروح ويستعيد البوصلة عندما نفقد الطريق الصحيح ..
أعمل في الوسط الثقافي منذ عدة سنوات …
_مديرة منتدى الفكر والأدب والفن، نائبة رئيس اللجنة الثقافية في الهلال الأحمر/سلمية.
ساهمتُ من خلال إدارة هذا  المنتدى بتحقيق توأمة ثقافية مع منتديات ومراكز ثقافية عدة خارج سلمية. وأثمر ذلك عن نشاطات أدبية وثقافية مشتركة…
_ مديرة نادي قصيدة النثر في صالون سلمية الثقافي لأكثر من سنتين متتاليتين…
لي مشاركات على أهم منابر الجمعيات الأهلية في سلمية ..
وفي مهرجانها الشعري السنوي الذي يقام على منبر مركزها الثقافي..
شاركت في المراكز الثقافية في العاصمة دمشق والمراكز الثقافية على امتداد المحافظات السورية..
كرمت من أكثر من جهة ثقافية وأدبية في مدينتي وخارجها ..
نشرت قصائدي في مواقع الكترونية وفي صحف وجرائد ورقية منها:
_ الأسبوع الأدبي/ سورية..
_ الأهرام المصرية..
_ الشروق التونسية..
_ الزمان الدولية بنسختيها العالمية والعراقية..
حللت ضيفة في برامج حوارية إذاعية ..وكان لي حوارات في صحف ومجلات ورقية والكترونية عدة..
_عن رؤيتها للشعر والحركة الثقافية في الوطن العربي وسورية وسلمية  تقول:
المشهد الشعري العربي عموماً ماهو إلا انعكاس للوضع العام الذي تمر به  البلاد وتعبير حقيقي عنه..
وهذا بالطبع ينطبق على سورية بكافة مدنها ..فلا نستطيع عزل مدينة بعينها عن الحراك الشعري  والثقافي المستمر .. في سلمية كغيرها نحن نشهد ولادة شاعر/ة جديد كل يوم ..
_رأيها في الصالونات الأدبية و المنتديات الثقافية في سلمية كمنبر للشعر قالت:
إن تاريخ الصالونات الأدبية تاريخ قديم منذ سوق عكاظ مروراً بصالون مي زيادة ..
وإذا نظرنا للصالونات اليوم نظرة إيجابية سنرى أنها جعلت الدخول في معترك الشعر حركة متجددة ومستمرة ..سلمية على سبيل المثال فيها عدد غير قليل من الشعراء الشباب بغض النظر عن النمط الذي يُكتب والذي يحتاج إلى أن نفرد له حواراً خاصاً وبعمق .
من الضروري  ألا يغيب عن ذهننا أيضاً أن هذه الظاهرة (الصالونات) تفتقد في معظمها إلى نقد حقيقي وهذا ما جعل المجاملات تستبد بالمشهد في معظم الأحيان..
ولكن ثقتنا بالجمهور المثقف والواعي  يجعلنا متأكدين أن الإبداع الحقيقي سيحتل مكانه المرموق مهما طال الوقت ..هذا الجمهور المميز وبصدق سيفرز الأصوات الجادة المبدعة ..
و تضيف الشاعرة:
إن صفحات التواصل الاجتماعي قد شكلت منبراً آخر لمختلف الفئات العمرية والطبقات المجتمعية. هذه الصفحات أيضاً لها دور  في تعويم بعض الأسماء ولكن كما قلت سابقاً الإبداع هو الذي سيبقى ويستمر ويثبت موجوديته .
التفرد حالة خاصة ولن يكون أبداً حالة عامة …
في الختام تمنت الشاعرة أن يعم  الخير و يعود الاستقرار وأن ترتسم  الابتسامات من جديد على وجوه الأطفال في سورية والبلاد العربية كافة.

جينا يحيى

المزيد...
آخر الأخبار