من يرصد حركة الأسواق منذ سنوات ، خاصة في المواسم و الأعياد يلاحظ واقعا لا ملامح له ، إلا زيادة الأسعار و جشع التجار .
يقول صفوان النجار : منذ ثلاثة أشهر ، اشتريت قطعة صغيرة لدراجتي النارية بمبلغ 10000 ليرة سورية ، اليوم سعرها 42000 ليرة سورية ، بالطبع لم أستطع شرائها ، كذلك كمال القدموسي يشير إلى زيادة سريعة يومية في أسعار الخضار و الفواكة ، فيقول : كل يوم هناك سعر جديد لا بل كل ساعة فمثلا طبخة ( محموسة ) لثلاثة أشخاص كلفتني 35 ألف ليرة ، و الطبق عبارة عن باذنجان و بندورة و بصل و بطاطا ، و يكمل : الزيت قصة بحد ذاته ، فسعر كيلو زيت الزيتون 50 ألفا ، و أشباه الزيوت الأخرى ليست أفضل حالا ، بعدها دار حوار مع صاحب سوبر ماركت بما يخص السعر و التسعيرة ، فقال : خلال الأيام الماضية زاد سعر كل المواد الناشفة ( رز ، برغل ، معكرونة … ) و باتت المصادر التي نستجر منها شحيحة ، خاصة بعدما بلغ سعر كيلو الرز نوعية عادية 12 ألف ، و السكر 11 ألف ، و المنظفات حلقت عاليا ، أي أن مستلزمات الحياة اليومية العادية باتت ( بالطبع ) صعبة المنال ، و نشير إلى حوادث لا بد إلا أن تكون مقصودة ، فضمن موجة الحر الحالية ، وتقنين الكهرباء لمدة 10 دقائق كل 8 ساعات ، أصبح المواطن المحتار في سلمية يعتمد على شراء الثلج ، لكن فجأة مع الحر و قلة الكهرباء ، فقد الثلج من سوق سلمية لمدة 4 أيام ، و عاد برأس مرفوع و سعر جديد ( و مصادر مجهولة ) ، فكان لوح الثلج يباع بسعر 5 آلاف ليرة ، الآن بعشرة آلاف و أكثر و كثير من المحال أغلقت ، و الباقي يتحكمون بمصير الناس . فمحلات تصليح الجوالات ، التي تطلب أرقاما خيالية مقابل أعمال لا تكلف إلا القليل، بالإضافة لحالات استغلال كثيرة ، و أيضا لا رقيب و لا حسيب ، أما قطاع المحروقات في الشوارع ليس أفضل حالا ، زيادة بالأسعار و سرقة من الكيل و غش بالمادة و استخدام للأطفال في عمليات البيع ، فقد وصل سعر ليتر البنزين حوالى 14 ألف ليرة وهنا لابد ان نتساءل ضمن الشح المفترض في المحروقات ، كل تلك الكميات في الشارع من أين تأتي ؟ واين الجهات المعنية لضبط هذه المخالفات؟ ، بنظرة شاملة للسوق ، نلمس أنه ليس من المصادفة كل ما يحدث .
شريف اليازجي