الأعظم ، الأنبل ، الأسمى !

نبض الناس
……

مهما امتلكنا من ناصية اللغة ، ومهما حشدنا من المفردات والتعابير ، لا أظن أنه بإمكاننا ابتداع توصيف لجيشنا العربي السوري ، في الحديث عنه بعيده .

فما سطَّره بواسلُهُ من بطولات ، وما قدموه من تضحيات وخصوصاً خلال سني الحرب الهمجية التي شنت على وطننا ، ومقارعته الإرهاب ودحره في غير بقعة من الجغرافية السورية ، لا يمكن أن يُحاط بمفردات ، أو أن تشمله تراكيب اللغة ، أو أن تفيه حقَّه بلاغة التعبير .

فالكلمة هنا مهما اتسمت بالقوة البلاغية والشمولية التعبيرية ، تبقى قاصرةً عن توصيف قطرة دم بذلها ضابط أو جندي فداءً للأرض.

فما بالكم عندما يكون البذلُ بعضاً من الجسد ، أو الجسد كله ، ليبقى الوطن !.

هنا العطاء الذي لا يحدُّ ، والأكبر من كل عطاء ، والتضحية بالروح الأسمى من كل التضحيات ، وبذل النفس الأعظم من كل بذل ، وأي لغة يمكنها أن تداني ذاك الجود ؟.

لقد كان جيشنا البطل ـ ولمَّا يزلْ ـ خلال سني الحرب في عين العاصفة ، يرد الغارة بالغارة ، ويتقحَّم لجَّة الرصاص ، ليجلو ” الرايات السود ” و” خفافيش الظلام” عن جبين الشمس ، وقد أجلى .

في كل شبر من هذه الأرض له بطولة ، وفي كل ميدان له أسطورة ، وفي كل بقعة له تضحية.

فكان الجيش الأعظم ، والأنبل ، والأسمى ، وكيف لا ، وهو الذي وهبنا الحياة ، بعد أن قهرَ جحافل الإرهاب ، وصدَّ رياح المحن .

محمد أحمد خبازي

المزيد...
آخر الأخبار