وجهكِ البهيّ المعفّر بأديم الأرض ،كما المفارق المتناثرة هنا وهناك … يستقبلني بمودة وشغف وقد أعياه الانتظار… ثمة مسافة تسبقني إليكِ… أهي اللهفة المخبّأة في الحنايا؟؟ أم وجع السنين الهرمة؟أم لحظة الوجد الأولى؟؟ وحدك البهّية الطالعة من نبض القلب واختلاج الفؤاد… وحدك تأتين بلا مواعيد، بلا مقدمات… تأتين والقلب يركض مسرعاً ليرتمي بين يديك أيقونة عشقٍ أبديّة .. أيتها الرائعة روعة الصباحات الأولى .. روعة الصبايا في بلادي وقد نسجن من أحلامهن عباءة لقلبي المتعب.. نسجن من ضفائرهن شالاً للعاشقين … أجيء إليكِ حلماً بهيَّ الحضور…. سوسنة عشق … قصيدة صعبة المنال….. أيتها الطالعة من صبح الآتين يسبقني إليك القلب المفعم بالحنين … تسبقني إليك اللهفة وقد هجعت في الحنايا .. تسبقني إليك النظرات الحانية لأرتمي في أحضانك الدافئة طفلاً يحبو ولا يبالي. أتجذر في سهولك وروابيك سنديانة شامخة، قصةُ بطولة وحكاية شهيد روى الثرى الطاهر بدمه وروحه .. أرسمُ بين سواقيك الغافية على تخوم المدى لوحة ً سنيّة و صفصافة حيرى تغازل نجيمات المساء كلّ يوم .. قاومت الظمأ وتجذرت في الأرض وشمخت في الفضاء.. أرتمي في الحواكير العامرة بالحكايات… حكايات معتّقة بالوجد والعنفوان… أيتها البعيدة القادمة إلى الأحضان، كم أتوق لأرتمي بين جنباتك، وفوق ثراك لأشم صباحاتك الندية؟ صباحاتك المشرقة وأنت توزعين الخير على الفقراء والكادحين غير عابئة بتعب الماضي وحزنه الغابر… من أديمك تصنعُ الصبايا حناءّ الأرض في مواسم الفرح، ومن طيبك تتعفر الأيدي بركةً وخيراً ومحبة… أنت ياسمينة القلب وأناشيد الانتصار، معك وبك تمضي الحياة بحلوها ومرّها تروي للآتين حكايات المجد والخلود … ماذا أكتب لكِ وأنتِ من سيج بيادر الروح بشقائق النعمان؟ واحتضن قامات الأبطال رموزاً خالدة، وشهداء رسموا لوجهك معنى الوجود.. هل أكتب لك عن أغاني الحصاد ومواويل البيادر؟ أم عبث الأطفال وشغب العصافير؟ هل أكتب لك عن السواعد التي تزنرّ حدود الوطن وتسيجه بالمُقل … وحدكِ أنتِ من دوّن قصائد العشاق في ليالي الصيف المقمرة.. وحدك … من بلسم الجراح ومدّ يده وفتح قلبه لكل العشاق.. أيّتها الغافية على كتف النجوم، يرتمي قلبي وحيداً بين يديك، والصبايا يغزلن من ضفائرهن شالاَ لخيوط الشمس الأولى.. يعتمرُ قلبي بحبكِ مع أولى قطرات المطر المتدحرجة في الأزقة.. مع أول نشيج لمزاريب الأسطحة.. أيتها القرية البكر، القرية الأم.. الوطن أجيء إليك عاشقاً ما ملّ الانتظار…
* حبيب الابراهيم