عمَّمت وزارة التربية على مديرياتها وإدارات مدارسها ، عدم التشدد والمغالاة في طلب القرطاسية والمستلزمات المدرسية ، وقبول أي لباس مدرسي مهما يكن نوعه شريطة أن يكون لائقًا ، وذلك مراعاةً للظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تعاني منها الأُسر أشد معاناة.
فيما بادرت جمعيات خيرية وفعاليات مجتمعية هنا وهناك من مناطق المحافظة ، لتقديم حقائب وقرطاسية وألبسة مدرسية ، لأبناء الشهداء وجرحى الجيش والقوات الرديفة ، والعديد من الأسر الفقيرة المسجلة في تلك الجمعيات .
وبالطبع كل مبادرة في هذا المنحى ، هي مبادرة كريمة وتستحق الشكر والتقدير ، ولكن ثمة أسر فقيرة غير مسجلة لدى الجمعيات ، ولديها أبناء في المدارس وهي غير قادرة على شراء أبسط تلك المستلزمات لهم .
بمعنى آخر هي غير قادرة على شراء دفتر واحد أو قلم رصاص ، بل هي عاجزة عن تأمين قوت يومها ، وهي موجودة في كل حي من أحياء مدن وأرياف المحافظة !.
وباعتقادنا إلى مثل هذه الأسر الأشد فقرًا ، ينبغي لذوي الأيادي البيضاء ورجال المال والأعمال ، والفعاليات المجتمعية بكل مدينة أو قرية ، الالتفات إليها ودعمها بالمستلزمات المدرسية لتمكين أبنائها التلاميذ والطلاب ، من الالتحاق بالمدارس والعملية التعليمية.
فالجمعيات الخيرية تتكفل بالأسر المسجلة لديها فقط وهذا من حقها وواجبها ، والمنظمات الأخرى ترعى أبناء الشهداء والجرحى وفق خططها وبرامجها ، وأما الأسر الفقيرة التي هي خارج سجلات وبرامج تلك الجمعيات والمنظمات الأهلية ، ليس لها من معين ولا مؤازر !.
فليلتفت كلُّ ذي سعةٍ لذي ضيق في حيِّه ، وليدعمه بالمستلزمات المدرسية في هذا الظرف الصعب ، فما خاب من فعل خيرًا وخصوصًا في هذا الواقع المُرِّ.
محمد أحمد خبازي