ليس عبثًا إطلاق صفة ” الجيش الأبيض” على الأطباء والممرضين بكل اختصاصاتهم العاملين في المشافي الوطنية ، فهم بحق جيشٌ عَمِلَ ويعملُ لخدمة الوطن وأبنائه بظروف قاسية للغاية ، وقدم تضحياتٍ جسيمةً خلال سنوات الحرب ، وفي فترة وباء
كورونا التي اجتاحت البلاد .
وإذا كان الأطباء قد روعي وضعُهم بمراسيم عديدة من شأنها تحسين ظروفهم المعيشية وتشجيعهم على البقاء في البلد ، ومنحتهم الحكومة تعويضات ومزايا ، فإن الكادر التمريضي بأمس الحاجة اليوم للاهتمام والرعاية ، فمنذ أكثر من 10 سنوات والعاملون في قطاع التمريض ينتظرون تنفيذ المرسوم 38 لعام 2012 المتعلق بإنشاء نقابة للتمريض والمهن الصحية، فحتى تاريخه لم يُنتخب نقيبٌ للتمريض ، ولم يتم إقرار النظام الداخلي المالي للنقابة، ما أدى إلى تهميش مطالبهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم المهنية مثل طبيعة العمل والحوافز، وحرمانهم من وجود صندوق تقاعد ، وعن عدم منحهم راتبًا تقاعديًا من النقابة أسوة بالنقابات الأخرى !.
ويؤكد الممرضون أنهم لم يُشمَّلوا بتعويضات طبيعة العمل 100% التي منحتها الحكومة كمكافآت للأطباء ، وفنيي المعالجة والتخدير والأشعة والأطراف الصناعية والعاملين بمشافي الأورام والصيادلة، وهو ما يشعرهم بالغبن والظلم نتيجة التمييز بينهم وبين بقية الطاقم الطبي في المشافي، كونهم أساس العمل في كل مشفى ويؤدون أعمالًا مجهدة .
وعلى ذكر الأعمال المجهدة ، فقد ذكر عدد من الممرضين والممرضات لنا أن العمل مجمَّدٌ بقانون الأعمال المجهدة رقم 346 لعام 2006 ، أي احتساب سنة الخدمة بسنة ونصف السنة والشامل لتمريض المشافي من دون وجود أي توصيف وظيفي لمهنة التمريض ، وعدم شمولهم بالوجبة الغذائية رغم قيامهم بأعمال خطرة !.
وتطالب الكوادر التمريضية بمشافينا الوطنية بضرورة إنصافها ، بكل ما يمكنها من الاستقرار بعملها ويحسن ظروفها المعيشية الصعبة ، ويمنحها ما مُنح لزملائهم العاملين في القطاع الصحي الذي ذكرناه بدايةً ، فهم يستحقون الكثير.
ولكم أن تتخيلوا حال مشافينا لو خلت من الممرضين والممرضات !..
محمد أحمد خبازي