….
الحالة الجوية التي سادت البلاد مؤخراً ـ بما فيها المطر الغزير ـ دفعت العديد من الأسر للاستعانة بورشات للتنظيف وتركيب المدافئ حتى لو كان من المبكر تشعيلها.
وبيَّن عدد من المواطنين لـ « الفداء » أنهم تأخروا قليلاً في « المد الشتوي » فالجو حتى الـ 18 من الشهر الجاري كان شبه صيفي ، ولكن بعد هذا التاريخ انقلب رأساً على عقب وصار شتوياً بامتياز ، وهو ما دفعهم ـ كما يقولون ـ للاستنجاد بورشات أو ببعض نشطاء على الفيس بوك الذين يعرضون خدماتهم للشؤون المنزلية بأجور مناسبة.
وذكرت لبنى وهي ربة منزل أنها استعانت بورشة لـ « تلييف » شقتها وفرشها بالسجاد والموكيت ، كما في كل عام ، واتضح لها أن الورشة طلاب جامعيون ، وقد كان أداؤهم ممتازاً ، لذلك أكرمتهم فوق أجرتهم بكل طيب خاطر ، كونهم يصرفون على أنفسهم من عرق جبينهم .
وأوضحت أن الورشة كانت مؤلفة من 4 شبان ، وقد طلبوا أجرة نحو 150 ألف ليرة فقط.
في حين ذكر إبراهيم وهو مهندس أنه طلب ورشة لتنظيف شقته المؤلفة من 3 غرف وصالون ، من مركز متخصص في مثل هذه الأعمال ، لقاء مبلغ 350 ألف ليرة ، وخلال يوم واحد كانت الشقة جاهزة .
وأوضح أن الورشة كانت مؤلفة من رجل وزوجته وابنه ، وتبيَّنَ أن الزوجين موظفان ويعملان بهذه المهنة ليتمكنا من إعالة أسرتهما ، فيما ابنهما هو طالب ثانوية عامة .
وبيَّنَ موسى وهو موظف متقاعد أنه استعان بتركيب المدفأة يوم أمس بشاب ، كان قد أعلن على صفحته الشخصية « الفيسبوك » أنه طالب في كلية الزراعة ، وأنه يركب المدافئ لمن يرغب بأجرة قدرها 8 آلاف ليرة ، وما عليهم سوى الاتصال به على رقمه المعلن بصفحته ، وهذا ما كان .
ومن جهته بيَّنَ وحيد وهو صاحب مكتب لتقديم الخدمات المنزلية ، أن الطلب زاد مؤخراً على أداء الخدمات المنزلية التي تقدمها ورشات متخصصة ، وهي غالباً ما تكون مجموعة شباب من طلاب الجامعة ، أو أسر بحاجة لعمل .
وأوضح أن مهمة المكتب هي صلة وصل بين الورشات والأسر التي تحتاج خدمات ، مقابل 10 إلى 25 بالمئة من الأجرة التي يتفق عليها المركز مع طالب الخدمة .
ولفت إلى أن الطلب شديد من قبل ربات البيوت للمساعدة في تنظيف منازلهن ومد السجاد وغير ذلك.
فيما يطلب أصحاب محال أو منشآت ورشات لتنظيف محالهم أومنشآتهم ، في حين طلبات كبار السن أكثر ما تكون تركيب مدافئ أو تنظيف حمامات .
وذكر أن هذه الأعمال تؤمن فرص عمل مناسبة لشباب وشابات ولأسر فقيرة ، لقاء أجر جيد يعين الجميع على ظروف الحياة الصعبة ، إضافة لذلك تشغل مكتبنا ، وغيره من المكاتب التي أصبحت كثيرة في الآونة الأخيرة لتقديم الخدمات المنزلية ، لأسباب كثيرة أهمها هجرة الشباب من دون أسرهم .
محمد أحمد خبازي