( غفران ) مها رستم

 

لاوقت لدي لسرد
حكايا الحنظل
وجمع بذور الأحقاد
وطهي الألم بقدور الشكوى
ومراقبة مزاج  الحزن
بدم محترق
مازلت أحزم أوجاعي
في حقائب اللامبالاة
أطلق العنان للقاء
الحب في أوردتي
…..
لن أعود الى كهوف
الصمت الأبدي
سأسرد للياسمين
كل معاني الجمال
وأنهل من روابيه
ترياق الحياة
لن أقف طويلاً
عندالمطبات الآثمة
سأخرج من دوامة وجعي
كسنديانة تقف في وجه الاعصار
وانهي احتقان المرارة في أوردتي
انزع من طموحي دمامل  اليأس
….
سأصفح عن هفوة غيمة
لم تسق عطش الصحراء بعروقي
سأغفر ذنب من حقن البؤس في زغاريد الفرح
ورشّ سموم غدره
على بتلات قلوبنا الغضة
لاوقت لديّ لأحصي ذنوب المارقين
وإن   كان غيثهم  صديداً
وحرثهم  قهراً ومخاوفأً
ونتاج عمرهم ندماً ووجعاً
لن ينتهي ميلاد روحي
سأزرع نبضي في تربة
خصبة
فيولد النور من أثلام صبري
المحفوف بالأنين
…..

لن تموت أجنة  حروفي
رغم مرارة المخاض
كل يوم تنهض بحلة جديدة
تبتر ذراع المخاوف
تنهي أزمنة العودة الآثمة
إلى زنزانة الندم
….
لاوقت عندي
لكشف اللثام عن الوجوه المزيفة
وإفشاء أسرار القلوب المراوغة
لم أعد  أحصي أسراب  من فلوا
مازلت أفتح نوافذ قلبي للندى الوليد
في أكمام الخزامى
وأصغي
صوت البقاء
القادم من أعماق الأبدية
لنبض الحياة في حنجرة الصّدى
لشهيق علق  بحبال صوتي
وانداح في كهوف صدري
سامحت الريح
لأنها  هيجت  دون قصد
شباك ذكرياتي المنسية
…..
لاوقت عندي
لبناء الحواجز
ورص الصفوف
وحياكة المكائد
واشعال فتيل القيل والقال
واجترار الخيبات
وقتي مرهون  للحب
للتسامح والعطاء
دون شروط
مها رستم

المزيد...
آخر الأخبار