ذاتَ تمردٍ تَجلدُني ذَاتي بسياطِ الرغبةِ ،
وتطعنُني بخِنجرِ الندمِ ، وتَطلبُ مني الرحيلَ ، باحثاً عن روحي ،التِّي تتهمُني أنني أجبرتُها على الهروبِ ،حينما ضيَّقْتُ عليها الخِناقَ بمُعاقَرتي خَمرةَ الشهوةِ صباحَ مساء ومضاجعةِ الخطايا والذنوبِ .
أخلعُ نَعلي ، وأسَيرُ حافيَ القدمين في ردهةِ نفسي ،وفي نهايةِ الردهةِ ، أنَعطفُ شوقاً ، وأنا أسيرُ على أطرافِ عواطِفي ،
فيقابلُني بابٌ جليديٌ باطنُهُ اللهفةُ وظاهرهُ من قبلي اللامبالاة .
ألجُ الردهةَ عَبرَ البابِ بترددٍ وتراخٍ ،فأجدُني أمَامَ سلمٍ يَهبطُ نحوَ الأعلى .
وعندَما أضعُ قدمي على آخر درجةِ من درجاتِهِ أشعرُ بدوارٍ يجعلني أتقيأ ذاكرتي .
فأنكفِئُ على ذاتي محاولاً اللا رجوع !
ويلوحُ لي من بعيدٍ بصيصٌ دموعٍ
واذا بجسدي مسجى على خشبةِ الخلاصِ تتقاذفُهُ أمواجُ الشهوةِ وتَعصِفُ بهِ رياحُ الملذاتِ .
وإذْ بيدٍ تمسكُ بهِ بكلِّ ما أوتيتْ من قوةٍ تحاولُ سحبَه من براثنِ الخطايا وانتشالَهُ من لجةِ الذنوبِ، وهي تذرفُ الدموعَ فَينعكسُ على سطحِ العَبراتِ نورٌ آتٍ من بعيدٍ .
هو نفْسُهُ البصيصُ الذي قادني لهذالمكان !
وما أنْ أقتربَ من جسدي المسجى، حتَّى تنتفضُ اليدْ التِّي كانَت تحاولُ جاهدةً انقاذَ جسدي مِنَ الغرقِ في بحرِ الشهواتِ وتلتفْتُ صَوبي وترمُقُني بنظرةِ لومٍ وعتابٍ .
وتوجِّهُ أصابعَ التهمةِ نحوي وتَهمّ بمغادرةِ المكان !
فأجدُني أُمسكُ بها بكلِّ ما أوتيتُ من يقينٍ وإيمانٍ وأَسكبُ في حضرتِها دموعَ التوبةِوالندمِ ، متعلقاً بحبالِ الرحمةِ والغفرانِ ، وحينما أَرفعُ رأسي أَجدُ بركةً مِنَ الدموعِ تَسيلُ موضعَ سجودي وأشعرُ بقشعريرةٍ تسري في جسدي ويَنقدحُ في قلبي نورٌ يملأُ الأركان…
د. عبد الرزاق قبا خليل