حضرت مسرحية ” طالي الكنعاني” للراحل د. ابراهيم فاضل كمادة رئيسية و اساسية للنقاش و البحث في جلسة صالون محمد عزوز الأدبي فالمسرحية التي تمت طباعتها بعد وفاة المؤلف بجهد من ابنةعمه د. علي وهيب فاضل استناداً إلى وصية من المؤلف تم توزيع نسخها على أعضاء الصالون لإبداء الرأي فيها وكي تكون حيث يجب أن تكون .
و قبل إبداء الرأي تم تقديم وجبة الأخبار الثقافية و من ثم زاوية / كتاب قرأته / للباحث التاريخي نزار كحلة وكانت عن رواية / العصاة / للأديب السوري صدقي اسماعيل .
بعد ذلك انتقل الحضور لإبداء الرأي برواية الدكتور فاضل حيث أكد القاص محمد عزوز أن العمل قدم المعرفة على لسان أبطاله وخاصة / طالي والجيداء / لكن أسلوب المسرحة فيه جاء قسرياً ولا يمكن بأي حال من الأحوال تحويل العمل إلى خشبة المسرح بسبب طبيعته التعريفية التعليمية وهو يعيد للأذهان ما يسعى إليه المؤلف إلى التأكيد أن أولئك المفكرين الذين انتموا للغرب هم من أصل عربي واعترض على عرض شكل هندسي في المسرحية وتمنى لو أن العمل قدم بشكله البحثي على غرار أعمال د. ابراهيم فاضل السابقة .
وأبدى القاص أكرم جاكيش إعجابه أولاً بغلاف العمل ثم ركز على إيراد المؤلف لأسماء لها مدلولات تاريخية والجيداء هي المعرفة وتبقى أرض كنعان هي مهد الحضارة الإنسانية كما ركز طالي الكنعاني خلال حواراته مع الجيداء الحوار كان عادياً فيه استعراض عضلات ولكن يشفع للمؤلف حبه لوطنه وشعبه .
أما الشاعر علي أسعد ياغي فقال : ” إن العمل فيه شرح واف وإشارة إلى أن الكنعانيين علموا أوروبا وأن ما قدمه المؤلف هو رسالة تشرح سبق العرب في كل العلوم و كانت اللغة علمية فلسفية وهي صعبة التمثيل على المسرح .”
و ذهب الباحث نزار كحلة إلى ما ذهب إليه المؤلف فاضل بأن طاليس هو طالي الكنعاني وهو أول من اعتبر فيلسوفاً مادياً وأن المسرحية في تصنيفها تاريخية و لم يكن الفعل المسرحي ناجحاً والجيداء هي منبع المعرفة .
واعتبر الباحث محمد الخطيب المسرحية ” فانتازيا “تاريخية استحضرت شخصيات من عمق التاريخ وشخصيات معاصرة ويمكن التعرف على المؤلف ابراهيم فاضل من خلال النص. للديكور فيها دلالات خاصة وباختصار عرض المؤلف أفكاره بأسلوب فلسفي تاريخي .
واختتم الحوار الشاعر فائق موسى الذي رأى بأن العمل يمكن اعتباره مسرحية جوازاً و هي مسرحية ذهنية ليست للتمثيل حسب رأيه كما انها حوارية فكرية يتداخل بها الزمان والمكان و أراد الكاتب طرح أفكاره العلمية والفلسفية من خلال طالي الكنعاني ليبرهن على قضايا آمن بها وسوق لها و كان للخيال دور كبير فيها مما أثر على دقة المعلومات التي أوردها. و أشار موسى إلى أن لغة الحوار تتراوح بين الرشاقة والسرد الطويل وهذا مخل بفنية المسرح .
الفداء عهد رستم