نبض الناس..
نستميح الشحرورة صباح عذراً ونحن نستعيد أغنيتها المشهورة (ع البساطة البساطة يا عيني عالبساطة تغديني خبزة وزيتونة وتعشيني بطاطا).
في أيام الصبوحة وما بعدها، كانت البطاطا دليل على بساطة العيش ويمكن لأي فقير أو معتّر أو صاحب دخل محدود تناول البطاطا ليس على العشاء فقط، إنما على الفطور والغداء و…
البطاطا مادة أساسية في كل بيت، ووجودها يوازي وجود الخبز، وكانت أمهاتنا يقلن (البطاطا تستر الوجه) بمعنى إن كان في البيت بطاطا يوجد كل شيء..
مع تزايد كلف إنتاج البطاطا من بذار وأدوية وأسمدة، أحجم الكثير من الفلاحين عن زراعة البطاطا، وتحولوا إلى زراعات أقل كلفة وأكثر ربحاً، وبالتالي أصبح الإنتاج لا يكفي الإستهلاك المحلي، إلى جانب التصدير في بعض المواسم وبالتالي أصبح المستهلك في وضع صعب مع إرتفاع أسعارها الجنوني ليصل الكيلو الواحد إلى أكثر من عشرة آلاف ليرة سورية؟!
السؤال الذي يطرح نفسه ما دمنا بلداً زراعياً وتتوفر فيه كل مقومات الزراعة فمن غير المنطقي أن يرتفع سعر هذه المادة أو تلك في عز ّ موسمها إلى هكذا مستوى وخصوصاً البطاطا والبندورة وهما مادتان أساسيتان لكل أسرة..
في مثل هكذا ظروف يجب اتخاذ إجراءات سريعة لعلاج هذا الواقع سواء باستيراد المادة،وتفعيل مؤسسات التدخل الإيجابي، والحل الأمثل والأنجع توفير متطلبات الزراعة ودعم الفلاح عملياً وعلى أرض الواقع وليس من خلال الإعلام أو الخطابات، وهذا ما ينتظره الفلاح وينعكس إيجاباً على المستهلك والسوق المحليّة، وإلا سترتفع الأسعار يومياً والخاسر الأكبر الفلاح والمستهلك على حدّ سواء؟!
*حبيب الإبراهيم