أمسية نادي المثقفين في صالون سلمية الثقافي جمعت طيفا واسعا من الوان الشعر فكان الخليلي و النثري و المحكي و المحكي المغنى و لكن المميز و اللافت في هذه الأمسية قوة و براعة شعراء قصيدة الشعر الخليلي التقليدي الذين شاركوا مثل / أمين حربا _ وعد ابو شاهين _ أيمن ياغي _ هناء الياس _ ثناء أحمد / حيث قدموا قصائد امتازت بالشاعرية العالية و البناء المحكم للقصيدة و جودة الصنعة في الصورة و الموسيقا و سهولة اللغة كما توزعت المواضيع التي تتاولها الشعراء في قصائدهم بين الوطن و الغزل و المرأة و الشوق و الانكسار و الخيبة.
الشاعر أمين حربا قدم قصيدته / شآم / صورت جمال المدينة و عمق تأثيرها في مشاعره و أحاسيسه فهو عاشق لها و لكل ما تعنيه من حضارة و رقي و تاريخ و صمود.
أما الشاعر وعد ابو شاهين فقرأ قصيدتين/ قلب المفاهيم _ سمراء/ الأولى ساخرة ناقدة لما آلت إليه القيم الاجتماعية و سلوك الأفراد في المجتمع و الثانية تغزل فيها بالقهوة بأسلوب مرح كانت اللغته سهلة جميلة تنساب بين يديه مثل نبع عذب .
أما الشاعر ايمن ياغي فقرأ خليلية / كفانا هوان / رسم من خلالها لوحة بانورامية للألم و الخراب الذي لحق بالحجر و البشر نتيجة الحرب و الظلام و الظلامية التي أتت بها قوى التكفير ثم قرأ ثلانة نصوص محكية هي / مصالحة _ عيونك _ من حالك طلعي / أجاد فيها بإيصال مشاعر الحب و الوجد من خلال جمالية الوصف و الغزل مستعملا ادوات المحكي في النظم و ذكاء التشبيه و الصورة بعد ذلك ألقت الشاعرة الشابة هناء الياس قصيدتين هما / امي نبع العطاء الدائم _ مجرد كلمات / اجدات في تكوين و تشكيل الصورة الشعرية و كان النظم لديها مكتملا محكما تظهر فيه خبرة الشاعرة و قدرتها على استعمال اللغة ببراعة مبتعدة عن الحشو و التكلف . تبعتها الشاعرة ثناء أحمد بقصيدة / الحلم / صورت الانكسار و الخيبة بأبعادها النفسية و الاجتماعية للإنسان و الإنسانية .
و في شعر النثر شارك الشعراء / فاتن حيدر _ إياد زهرة _ إيمان الساروت / فقرؤوا نصوصا عن الحب و الرحيل و الشوق و الإنتظار بينما أجاد شعراء المحكي في تقديم صور العشق و الغزل و الوجد و الهيام ولعل اجملها نص للشاعر حيدر ابو شاهين بعنوان / مقهور / و نص آخر للشاعر منذر استنبولي / حوار / و نص ثالث قرأه منذر سيفو حمل اسم / شعرك / أما الشاعر المخضرم اسماعيل الآغا ففضل ان يغني محكياته بصوته الدافء العذب حيث غنى / يا قمر لا تترك البستان _ مين يا اسمر حلو قدك / .
الفداء – عهد رستم