يعتبر الماغوط من الشعراء والأدباء الذين احتلوا مكانة على مستوى الوطن العربي وله إرث أدبي مسرحي كبير، الساخر منها والناقد ، والتي كان لها بصمة واضحة في المسرح العربي ، وإحياء لذكر هذه القامة الأدبية كان مهرجان الماغوط في دورته الثانية ، فعلى مسرح دارالأسد للثقافة والفنون افتتح مهرجان الماغوط مساء الاثنين الواقع في ٣٠ / ١١ / ٢٠٢٠ وقد حدثنا مدير الثقافة في حماة أ.سامي طه عن هذه الانطلاقة : ” اليوم انطلقت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الماغوط الثقافي المسرحي وبالتعاون بين مديرية المسارح والموسيقا ومديرية الثقافة في حماة وحرصنا في هذه الدورة أن تكون هناك فرق شابة وأن ندعم هذه الفرق التي تعمل في مجال المسرح ، وسيشهد هذا الموسم من مهرجان الماغوط خمسة عروض مسرحية ، منها عرضان للفرق الشابة ، كما حرصنا على أن تقدم مدارس المسرح فيه ، فهناك المونودراما والكوميدية وهناك الفكرة ، كما أن هناك مجموعة كبيرة من من التنويعات في مجال المسرح والفرق الشابة كما قلت ،ونحن ندعمها ونحرص على استقطاب كل المواهب في هذا المهرجان وغيره، ومديرية المسارح ومديرية الثقافة لديهم حرص كبير على أن تكون عروض هذا المسرح تتناسب وتتوافق مع المستوى الكبير للمسرح في حماة ، فهذا الفن المسرحي شهد في الفترة الماضية تألقا كبيرا في حماة ، ونحن نؤمن أن رسالة المسرح كرسالة الثقافة هي رسائل داعمة لانتصار الوطن ولقضايا الوطن من خلال العروض التي سنقدمها.”
وعن طبيعة هذه العروض :” إن الفرق لهذا العام حرة في تقديم ما تريد من خلال عروضها ، ونحن نقول إن مهرجان الماغوط المسرحي الثقافي هو العنوان وهو تكريم لهذه القامة الإنسانية والمسرحية التي نفاخر بها ، أما العروض والأفكار والنصوص فالفرق حرة في تقديمها فلا إلزام بخط الماغوط ونحن نحرص على تقديم مسرح راق وبأفكار جيدة وجديدة . ”
ليبدأ بعد ذلك العرض المسرحي لفرقة مديرية الثقافة في حماة والذي يضم أربعين شابا وشابة منهم عشرون راقصا وراقصة وعشرون ممثلا وممثلة ، ليقدموا لنا عرضا بعنوان (أحوال وأموال)إعداد وإخراج أيهم عيشة مع المدربين منال الحموي وسليمان غيبور ، وقد تضمن العرض فقرات راقصة جسدت الصراع الموجود بين الجسد والروح فالمسرحية تناولت رجل أعمال مصاب بمرض في الدماغ استدعى استبدال دماغه بدماغ آخر من قبل طبيب ألماني لتدور الحبكة حول الصراع بين جسد رجل الأعمال والذي جسد الشخصية الشريرة وبين دماغ المحامي صاحب الشخصية الخيرة لينتهي الصراع بالقضاء على الشخصية الشريرة بأسلوب رمزي مفتوح ترك مجالا وأفقا لفكر المشاهد في نهاية متميزة لشباب قدموا أفضل ما عندهم وفي تجربة جديدة للمسرح في حماة بشكل عام وللفرقة بشكل خاص فأمتعوا المشاهدين بما قدموا وكان على قدر المسؤولية وبما يليق بعنوان المهرجان.
شذى الوليد الصباغ