كتب الشاعر د. أيمن أبو شعر في صفحته معرفاً بالشاعر الروسي باسترناك:
يعتبر باسترناك أحد أعمدة الشعر الحديث في القرن العشرين في روسيا اعتنى بالصور الموَّلدة والاستعارات التي لا بد من الغوص وراء معانيها المتوارية، لكنه اهتم اهتماماً كبيراً بموسيقا الشعر وإيقاعاته حتى الداخلية، ولد عام 1890 في منطقة بيريديلكينا قرب موسكو وقد تحول بيته إلى منتجع لاتحاد الكتاب نزلت فيه لبضعة أيام عندما ترجمت مختارات من أشعاره ضمنتها في المجلد الأول من أنطولوجيا الشعر السوفييتي-الروسي… وهو صاحب رواية دكتور جيفاكو (الإشكالية) التي تحمل نكهة معارضة للمرحلة السوفييتية، وقد نال عنها جائزة نوبل للآداب عام 1958 لكنه رفض استلامها ويقال أنه اجبر على ذلك.
من قصائده القصيرة
ما هو الشعر:
هو الصفيرُ المتكثفُ حتى يَتماهى كتلة
هو فرقعةُ قِطَعِ الثلجِ حين نضغَطُها
هو الليلُ ذو الأوراقِ المتَجَمِّدة
هو التنافسُ بينَ البلابل
هو حباتُ البازيلاءِ الحلوةِ المقموعة
هو دموعُ الكونِ في حزوزِ الفاصولياء
هو حاملةُ النوتةِ، والمزمارُ، والفيغارو *
منهمرة بَرَدا على حُقيل
هو ما تبحثُ عنهُ الليالي
في أماكنِ العومِ العميقةِ .. في القاع
وجلبُها لنجمةٍ هناكَ إلى حوضِ الأسماك
على راحتيها الراجفتينِ الرطبتين
هو انحباسُ الهواءِ كرقائقِ الدفوفِ في الماء
هو جسدُ السماءِ حين تنحني مائلةً كشجرِ الحور
عندما يطيبُ لنجومِها أن تضحك
لكنَّ الكونَ كله..
مكانٌ أصمٌ لا يجيدُ السماع.
*الأرجح أن المقصود أوبرا زواج فيغارو لموتسارت.