إن ولادة الأديب والشاعر كولادة الكماة ..فهي لاتدري أي برق ينبتها وأي رعود توقظها من غفوتها.
ورفوف مكتباتنا الثقافية تذخر وتفخر بما ازدحمت به من أسماء الكثير من أديبات وشاعرات ،وهانحن أمام ديوان الشاعرة فاطمة غيبور الذي صدر حديثا عن (دار باكير ) في السلمية بعنوان حزن الأقحوان ،ديوان الشاعرة ضم نصوصا إبداعية بين النثر والشعر والخاطرة من واحد وتسعين كتابة (٩١)صفحة من القطع المتوسط وغلاف جميل معبر .
ديوان الشاعرة حزن الأقحوان حروف وكلمات أبدعتها الشاعرة فاطمة غيبور فكتبت في مقدمة ديوانها تقول في قصيدتها أحمل الصبر وسامي:
لا تظنوا أن شعري جاء من وحي ابتسامتي
إنني عشت طويلا جذوة تحت الركام
قد أكلت الخبز جمرا ألهب الجمر عظامي
أنا أم لمعاق زرع الحزن أمامي
الشاعرة بقصيدتها هذه دثرت ابنها المعاق بوشاح الحب والحنان والحزن العميق على إعاقة ابنها فكتبت بما أوحى به قلبها وفكرها
وتنقلنا الشاعرة إلى المعلم في عيده فكتبت له لولاك معلمنا الغالي:
قسما بالحبر وبالدفتر لولاك الحقل لما أزهر
لولاك معلمنا الغالي في الظلمة كنا نتحسر
ألقاك كتابي ورفيقي لولاك لما كبر البيدر
في هذه القصيدة لم تنسى الشاعرة المعلم ورسالته السامية التي يقدمها للمجتمع فكانت قسما مقدسا عندما أقسمت له بالحبر وبالدفتر .
أخذتنا الشاعرة إلى محراب الحب والوفاء وهذا اللقاء الجميل إبداع حلو اختارته لنا .
من قصيدة الشاعرة أكتبفي محراب الحب والوفاء :
اترك الآلام في كياني
خذ حبيبي..كل عمري واعطني
منه ثواني..كي تراني
واعطني منك حبيبي ماتعاني
كل مافي الحب يغري
عطره من بيلساني
امتطيت مع الشاعرة حروفها وكلماتها إلى قريتها التي أحبتها أختار من أجواء القصيدة بعض الأبيات قريتي.
قرية يزهر فيها عبق الفن الجميل
فتنشد الطير نشيدا بين أغصان تميل
والنسيم الرطب يسري هادئا يشفي العليل
الشاعرة فاطمة غيبور تهوى الانطلاق والعطاء فهي ترى الدنيا بناظريها حب وألق وعطاء لقد كتبت الرثاء لكثير من أهلها وأصدقائها ،وكتبت الخاطرة التي تنبع من القلب إلى القلب فيرى القارئ عمق خلجات نفسها الجياشة المفعمة بالحس المرهف والواقع المطبوع في نسيج همسات القلب والفكر ،لقد شدتني بنشوة قصائد هذا الديوان وما أكثر ما اختلفت الصور أمامي والحس المرهف والفكرة العميقة والأسلوب الرشيق .
قلم الشاعرة واضح صريح غني بالمعاني والصور الرائعة ببساطتها وعفويتها وتفعيلات متناسقة متلاحقة .
الشاعرة في سطور:
الشاعرة فاطمة غيبور شاعرة غنية عن التعريف تحمل إجازة في التاريخ من جامعة دمشق
لها ديوان شعبي(صرخة مقاوم)وديوان للأطفال تعليمي (حروف وأغان )وديوان ح(حزن الأقحوان)
*رامية ملوحي*