عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي في مدرستنا النائية والغافية على تخوم (الجفتليك) ، اهداني معلمي مجلة ملوّنة، جذابة، وهذه هي المرة الأولى التي أرى فيها مجلّة؟ ! لم يكن بين أيدينا إلا كتبنا المدرسيّة …..كانت مجلّة أسامة ….
تفحصت صفحاتها، مواضيعها قصصها المصورة والملونة ، حكاياتها وكل الأبواب الثابتة فيها ، ثمة شعور غريب جذبني إليها، قراتها عدّة مرات، في كل قراءة أكتشف شيئاً جديداً، مع مجلّة أسامة بدات حكايتنا قبل قرابة نصف قرن مع المطالعة والقراءة وحبّ الكتاب، لم يكن لدينا في القرية أية وسيلة تثقيفية معرفية سوى الكتاب المدرسي والراديو (ابو اربع بطاريات) لا كهرباء …لا مكتبات …لاصحف …حتى بدأنا نستعير الكتب من الوحدة الثقافية المتنقلة التابعة للمركز الثقافي في حماة والتي كانت تتردد على قريتنا بشكل متقطع …
كان لدينا توق للقراءة، للمطالعة للإطلاع على كل جديد، لكن ما باليد حيلة …
بدات بإستعارة المجلة من المدرسة ،وفي كل عدد يزداد تعلقي بها ،وعلى ما أذكر كان يراس تحريرها دلال حاتم، المجلة التي أحببتها ودفعتني للمطالعة وحب القراءة والكتابة، شدّني في المجلة القصص المصورة ،الأشعار والحكايات، ابوابها منوّعة وفيها رسوم جميلة، كنت أقرأ العدد كاملاً وكانت نقطة الإنطلاق في علاقتي مع مجلة أسامة، كنت اتابعها باستمرار واشتريها مطلع كل شهر واضعها بين ايدي اولادي، أحبوها لغناها وجاذبيتها، وجدوا فيها ما يشبع فضولهم ويغني معارفهم، عندما اصبحت مدرّساً كنت أقدم لطلابي تكريماً وتشجيعاً لهم ولتحفيزهم على القراءة والمطالعة اعداداً من مجلة أسامة واسالهم عن رأيهم فيها ..وإن كان لديهم رغبة في مراسلتها والنشر فيها …
مجلة أسامة كانت البوابة الأولى التي فتحت لي عبور طريق الأدب والشعر والكتابة والنشر والصحافة ..
تحية لمجلة اسامة بكل كوادرها التي تعاقبت عليها، وبذلت جهوداً كبيرة للوصول إلى أطفال الوطن بلا إنقطاع، «اسامة »كانت وستبقى مجلة الأطفال الأولى في سورية، مميزة شكلاً ومضموناً.
*حبيب الإبراهيم