الفداء:فيصل المحمد
تواجه تربية الجاموس في سوريا تحديات بيئية واقتصادية كبيرة أدت إلى تراجع أعداده بشكل حاد.
وبيّن، المهندس جلال حنين، مدير الإرشاد الزراعي في هيئة تطوير الغاب، أن أعداد الجاموس في الغاب تراجعت من 3500 رأس في 2010 إلى640 رأساً في 2024
بسبب تدهور المراعي، وتهجير السكان، وضعف العائد الاقتصادي، والأمراض كالحمى القلاعية والتهاب الضرع.
وقد تراجع من 4500 رأس قبل الحرب إلى أقل من 1500 رأس في منطقة الحسكة، بسبب الجفاف وتلوث مصادر المياه مثل نهر جغجغ، وارتفاع كلفة الأعلاف، وانعدام الدعم.
وأوضح حنين أن منطقة الغاب تشتهر بصناعة جبن الجاموس واللبن اللذين يتميزان بتماسكهما وزيادة نسبة الدسم والبياض الناصع.
وتأخذ تربية الجاموس في منطقة الجزيرة في سوريا بُعداً ثقافياً واقتصادياً هاماً، خاصة فيما يتعلق بالكيمر أو (القشدة)، وهي منتج حليبي دسم يستخرج بشكل أساسي من حليب الجاموس . ويعتبر طبقاً شعبياً تقليدياً مرغوباً في منطقة القامشلي، ويرتبط بذكريات الطفولة وكثيراً ما يُتناول في الإفطار ،لكنه أصبح مهدداً بالاندثار بسبب تراجع أعداد الجواميس، وارتفاع تكاليف الإنتاج.
ولفت حنين إلى أن تربية الجاموس أصبحت عبئاً اقتصادياً على المربين بسبب عدم تناسب سعر المنتج مع الجهد والتكلفة العالية للإنتاج، ما دفع العديد من المربين إلى التخلي عن هذه المهنة أو بيع جزء من قطعانهم لتأمين العلف للباقي.
وتبذل جهود محدودة للحفاظ على ما تبقى من هذه الثروة الحيوانية، حيث تقود محطة بحوث شطحة التي تأسست عام 1996 في منطقة الغاب أبحاثاً علمية للحفاظ على السلالة وتحسين إنتاجيتها، وتقديم الرعاية البيطرية المناسبة ،فيما يطالب المربون دعماً عاجلاً من الحكومة يشمل توفير الأعلاف المدعومة، ومنح قروض ميسرة، وتنفيذ حملات توعية لأهمية الحفاظ على هذا الإرث الوطني والجيني الفريد.
وحالياً لوحظ اهتمام المنظمات الدولية والعربية للحفاظ على الجاموس السوري وتشجيع تربيته، وخاصة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة اكساد حيث دعمت عدة دراسات لباحثين من أجل النهوض، بهذه التربية وإعطاء أولوية للاستفادة من تربية الجاموس في مصر وسوريا.
وختم جنين بالإشارة إلى أن تربية الجاموس في سورية تنتشر فقط في مناطق وجود المستنقعات في سهل الغاب في محافظة حماة، وفي منطقة الجزيرة في الحسكة
مشيراً إلى أن هذه السلالة غير منتجة للحليب ،وكان سبب تربيتها و إدخالها الى سوريا من أجل الحروب.