العالِم المنسي ابن سلمية غاب57 عاماً عن الوطن قسراً وعاد إليه طوعاً

الفداء_

من رحم سلمية الطيبة خرج، حاملاً شغف العلم وصدق الإنتماء…
إنه الدكتور حسين شلاش (محمد) خلف، ابن عام 1948، الذي غادر وطنه سورية عام 1968 ليحمل معه حلماً كبيراً، ويصنع لنفسه مجداً في عالم لا يعترف إلا بالكفاءة والعلم.

تخرج من جامعة زغرب في يوغسلافيا مهندساً كيميائياً، ثم نال أعلى شهادة علمية في الجامعة،اختصاص دكتوراه في  العلوم الهندسية، ليبدأ بعدها رحلة طويلة من العطاء العلمي والبحثي في الجزائر، حيث عمل أستاذاً جامعياً ومحاضراً بلغات عدة: العربية، الفرنسية، الإنكليزية، واليوغسلافية.

لم يكن مجرد أكاديمي، بل كان عالماً في ميدان النانو تكنولوجي واستخلاص المعادن النادرة، ومشرفاً على أبحاث أحدثت فرقاً في الجامعات العربية، وخاصةً في جامعة البليدة، حيث بقي حتى تقاعده منارةً لطلابه ومحط احترام زملائه.

في عام 2023، صنف ضمن أفضل علماء العرب حسب مؤشر AD Scientific Index، ليتوج بذلك عقوداً من الجهد العلمي النزيه، بعيداً عن الأضواء والضجيج.

الوطن… كان غائباً عنه، لا حباً منه، بل لأن صوته الحر لم يرضخ لسلطة القمع، فقد كان من المعارضين لحكم الأسد الأب والابن.

رحل بعقله وقلبه عن سورية، لكنه لم يغادرها يوماً من وجدانه.
اليوم نرفع رؤوسنا فخراً بهذا العالم الحر الذي رفع اسم مدينته ووطنه عالياً في محافل العلم، رغم أن الوطن حرمه من خدمته، وحرم نفسه من أحد أنبل أبنائه، ليصبح مثالاً للعقل السوري الأصيل، للعلم الذي لا يساوم، وللوطنية التي لا تبيع نفسها.

المزيد...
آخر الأخبار