قام وفد من الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية في سوريا، برئاسة عبد الباسط عبد اللطيف، بزيارة رسمية إلى جمهورية رواندا، بهدف دراسة تجربتها في تجاوز آثار الإبادة الجماعية وبناء السلام والمصالحة الوطنية.
وخلال الزيارة إلى العاصمة كيغالي، التقى الوفد مع مسؤولين روانديين، بينهم باتريس أواسي السكرتير التنفيذي لمنظمة رواندا كوبريشن، حيث بحث الجانبان سبل التعاون وتبادل الخبرات، وتنظيم زيارات ميدانية للمؤسسات الرواندية للاستفادة من تجربتها في العدالة الانتقالية.
كما اجتمع الوفد مع إريك أويتونزي ماهورو، السكرتير في وزارة المصالحة الوطنية والاندماج المجتمعي الرواندية، الذي استعرض مراحل التعافي الوطني بعد الإبادة، موضحاً أن العدالة في رواندا قامت على الحوار والمساءلة والمغفرة لبناء مجتمع متماسك وآمن.
وزار الوفد منظمة أيغيس ترست (Aegis Trust)، وهي من أبرز المؤسسات الدولية في توثيق جرائم الإبادة وبناء ثقافة السلام. واطلع على تجربتها في إنشاء المتاحف التذكارية، أبرزها متحف كيغالي التذكاري، الذي يجمع وثائق وشهادات الضحايا، بهدف حفظ الذاكرة وتعزيز الوعي المجتمعي ومنع تكرار المآسي.
كما جال الوفد في متحف الإبادة الجماعية في كيغالي، واطلع على آليات التوثيق وحفظ الذاكرة الوطنية المعتمدة في رواندا، والتي تمثل جزءاً أساسياً من مسار العدالة والمصالحة.
وأكد رئيس الهيئة، عبد الباسط عبد اللطيف، أن التجربة الرواندية تشكل نموذجاً ملهماً في تحويل الألم إلى سلام، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في سياق تعزيز التعاون الدولي واستلهام الدروس لتطوير نموذج سوري للعدالة الانتقالية يرسّخ مفاهيم الحقيقة والمصالحة والسلم الأهلي.