ديرماما تنير شجرة الميلاد رسالة محبة وسلام لسوريا الجديدة اليوم
الفداء _ ناديا المير محمود
شهدت قرية ديرماما في ريف مصياف الغربي، ليلة أمس الثلاثاء، إنارة شجرة الميلاد التي غدت رمزاً للمحبة والسلام، في مشهد عبّر عن تعطّش الناس للفرح بعد سنوات طويلة من التعب، وعن رغبتهم الصادقة باستعادة الحياة.
حضور كثيف يعكس نبض المجتمع
سجّلت الاحتفالية حشداً واسعاً من الأهالي والوفود الرسمية والشعبية، حيث امتلأت شوارع القرية بمختلف الفئات العمرية، من أطفال حملوا الفرح ببراءتهم، إلى كبار تابعوا اللحظة بعيون يملؤها الأمل.
هذا الحضور اللافت عكس ثقة المجتمع المحلي بمثل هذه الفعاليات الجامعة، وأكد حاجة الناس للقاء والتشارك في الفضاء العام.
رمزية دينية ووطنية جامعة
وجرت الاحتفالية بحضور المتروبوليت نيقولاوس بعلبكي مطران حماة وتوابعها للروم الأرثوذكس، وبمشاركة قدس الأب يوحنا شاهين راعي كنائس ديرماما والبياضية، إلى جانب الشيخ عهد محمد إمام جامع جعفر الصادق في مصياف، في صورة حملت دلالات عميقة على وحدة النسيج السوري، حيث تلاقت الرموز الدينية على رسالة واحدة عنوانها الإنسان والسلام.
كما حضر أبو سعيد مسؤول الدراسات في إدارة الأمن الداخلي في مصياف مع الوفد المرافق له، إلى جانب شخصيات وفعاليات أهلية وشعبية، ما أضفى على الحدث بعداً وطنياً واجتماعياً شاملاً.
فرح الناس عنوان المشهد
لم يكن الحدث مجرد طقس احتفالي، بل مناسبة عبّر فيها الأهالي عن سعادة غامرة ارتسمت على الوجوه، وتجلّت في التصفيق، والضحكات، وتبادل التهاني، وكأن البلدة بأكملها تحتفل كعائلة واحدة.
الشباب والكشاف في قلب الفعالية
وكان لمشاركة كشاف القديس جاورجيوس – البياضية حضور مميّز، حيث ساهموا بتنظيم الفعالية وإضفاء الحيوية عليها، إلى جانب أبناء ديرماما ، ليثبتوا أن الشباب شريك أساسي في ترميم الحياة الاجتماعية وبناء المستقبل.
رسائل واضحة للسلم الأهلي
وأكد الحاضرون، في كلماتهم ومواقفهم، أن هذه المناسبة تحمل رسالة أبعد من إنارة شجرة، فهي دعوة صريحة إلى تعزيز روح الإخاء والسلام في سوريا، والتمسك بالسلم الأهلي كقاعدة راسخة لبناء مرحلة جديدة، قوامها الاحترام المتبادل والتنوع الخلّاق.
ميلاد يفتح أبواب الفرح والأعياد
وتأتي الاحتفالية وسط أجواء ميلادية دافئة، مع بدء التحضيرات لموسم الأعياد، ضمن أجواء أكدت أن الميلاد هذا العام يحمل معنى خاصاً، عنوانه الأمل المتجدد، والإيمان بأن الفرح حق لكل السوريين، وبأن السلام ممكن حين تجتمع القلوب على المحبة.
#صحيفة_الفداء