*بقلم الأستاذ طلال قنطار رئيس تحرير جريدة الفداء
لم يعد المواطن السوري ذلك الإنسان الصامت الذي يكتفي بالمراقبة ويخشى التعبير بل صار شريكًا حقيقيًا في التفكير في الحوار في النقاش حول وطنه ومستقبله كل ما عاشه السوريون من كتمان وخوف عبر سنوات طويلة قد تحول اليوم إلى انفتاح ورغبة حقيقية في المساهمة بصوت مسموع في صياغة الواقع القادم لم تعد الجملة الشهيرة الجدران لها آذان تخيف الناس، بل صار الحديث عن المستقبل جزءًا من الحياة اليومية نسمع السياسي والطالب وربة المنزل والتاجر وحتى الأطفال يتحدثون في السياسة يناقشون يطرحون رؤيتهم بكل وضوح لأنهم يشعرون أن التغيير قادم وأنّ الوطن يتسع لأصواتهم وأحلامهم .
السوري بطبعه مثقف وواعٍ ويمتلك خبرة عميقة بما مرَّ به ولما يطمح إليه ، واليوم كل مواطن سوري يريد أن يعيش بكرامة في وطن مستقر تسوده المحبة والتفاهم لا مكان فيه للطائفية ولا للتفرقة ولا للإقصاء، الكل يريد دولة تحمي أبناءها وتفتح أبوابها للعدالة والتنمية والنهضة لا أحد يبحث عن صراع بل عن استقرار يؤسس لمستقبل مزدهر… الشعب السوري تعب من الألم والانتظار، ويريد أن يشارك في البناء لا في الخوف ويريد أن يكون صوته حاضرًا لا غائبًا نضج هذا الشعب عبر تجاربه الطويلة وصار يعرف أن الخلاص الحقيقي يبدأ من التكاتف والتسامح والنظر للأمام لا للخلف.