دمشق تتكلم من قلب العروبة… الرئيس أحمد الشرع يكتب موقفًا للتاريخ

 

الفداء: طلال قنطار 

 

في لحظة سياسية تحمل الكثير من الدلالات، في حديث السيد الرئيس أحمد الشرع في القمة العربية الأخيرة، ليس فقط لما حمله من مضمون سياسي واضح، بل لما كشفه من بوصلة جديدة يُعاد ضبطها بهدوء… بوصلة تشير إلى أن وحدة المصير العربي، لم تعد مجرّد شعار استهلكه الإعلام، بل ضرورة وجودية لا تحتمل التأجيل.

حين قال: إن “سوريا وشعبها يقفون إلى جانب دولة قطر في وجه الهجمات الإسرائيلية”، لم يكن يُجامل، بل كان يعبّر عن إدراك عميق بأن ما يجري في غزة، وما جرى في دمشق، وما يستهدف الدوحة، هو جزء من مخطط واحد يضرب قلب الأمة العربية حيثما نبض.

وما قاله عن “قتل المفاوض”، و”استهداف الوسيط”، لم يكن استعارة أدبية، بل توصيف دقيق لمشهد سياسي بات فيه العدل مستهدفًا قبل أن يُنطق، والوساطة جريمة قبل أن تُعرض. إنها لحظة تختلط فيها اللغة بالدّم، ويصبح فيها الحياد خيانة، والصمت سقوطًا.

ولعلّ أكثر ما شدّني هو قوله: “ما اجتمعت أمة ولُمّ شملها إلا وتعاظمت قوتها، وما تفرقت إلا وضعفت”. هذه ليست حكمة لغوية، بل تلخيص لقرنٍ من الضياع العربي، وسقوطنا من بوابة الفرقة، قبل أن نسقط في ميادين المعارك.

القمة اختُتمت كما بدأت بتحذير واضح من أن العدوان الإسرائيلي، سواء على غزة، أو على قطر، لم يعد شأنًا فلسطينيًا فحسب، بل تحديًا صريحًا للأمن العربي كله، وربما للمصير الإسلامي الأوسع

لستُ ممن يعلّقون آمالهم على البيانات الختامية، لكنني أؤمن أن الكلمات الصادقة التي تُقال من قلب الصراع، تظلّ أصدق من ألف بيان.

في النهاية، لسنا بحاجة إلى “خطابات شجاعة”، بل إلى مواقف تُترجم إلى أفعال… تمامًا كما فعلت دمشق حين وقفت مع قطر، من القلب، لا من وراء الميكروفونات.

 

المزيد...
آخر الأخبار