الفداء_ رئيس التحرير طلال قنطار:
صفوح البرازي ليس مجرد اسم مرّ على الذاكرة الوطنية، بل هو شاهد حي على زمن الطغيان وزمن التغيير في آنٍ معاً إذ هجّره نظام الأسد البائد من مدينته حماة عام 1973 بعدما رفض الخضوع لحكم الفرد، فخرج إلى مصر طالباً الأمان ليطارده النظام، ويطالب بتسليمه لكن القاهرة رفضت أن تكون شريكة في تسليم حرّ إلى الموت، فانتقل إلى الولايات المتحدة ليبدأ فصلاً طويلاً من النفي والعمل الوطني المعارض بعيداً عن أرضه لكنه قريب من قضيته هناك حكم عليه النظام بالإعدام، وصودرَت أملاكه وأُعدم ثمانية من أفراد أسرته بتهمة التواصل معه لكنه لم يتراجع، ولم يساوم بل بقي متمسكاً بعلم الثورة ومبادئها، وكان من أوائل من رفضوا رموز النظام ومؤسساته، واليوم وبعد أكثر من خمسة عقود يقف هذا الاسم ذاته في قلب واشنطن بين أبناء الجالية السورية في استقبال السيد الرئيس أحمد الشرع الذي قبّل رأسه في لحظة بدت، وكأنها تردُّ للكرامة حقها وتعيد للوطن وجهه الحقيقي تلك القبلة لم تكن مجاملة سياسية بل اعترافاً رسمياً ووجدانياً، بقيمة من صمدوا حين انهار الكثيرون، وبشرف من دفعوا ثمن مواقفهم بصمت هذا المشهد لم يكن مجرد استقبال سياسي بل لحظة مصالحة بين الوطن، وأبنائه الحقيقيين الذين لم يخونوه يوماً رغم كل ما خسروا من أجله.