من الطب إلى الفن.. الدكتورة ميس محمد تحكي قصة “السيدة زيزف” بالرصاصي

 

الفداء- حسان المحمد 

تؤمن، الدكتورة ميس محمد، بأن الإبداع لا يعرف حدوداً، وأن الفن الحقيقي هو الذي يولد من الإحساس العميق بالحياة.

فإلى جانب مسيرتها الأكاديمية والمهنية، ظلّ الرسم بالنسبة لها شغفاً دائماً، ووسيلة صادقة للتعبير عن الذات، بل نافذةً تطلّ منها على العالم بمشاعرها وأفكارها.

تقول الدكتورة ميس محمد: “لطالما كان الرسم بالنسبة لي أكثر من مجرد هواية؛ كان وسيلتي الصادقة للتعبير، ونافذتي نحو العالم.”

ومنذ طفولتها، كانت تحمل القلم والفرشاة بشغفٍ فطريّ، تُحوّل بهما أفكارها إلى خطوطٍ تنبض بالحياة. ومع مرور السنوات، واظبت على تطوير موهبتها حتى وصلت إلى مرحلة من النضج الفني مكّنتها من إنجاز لوحاتٍ تعبّر عن العمق الإنساني والمشاعر البصرية في آنٍ معاً.

جرّبت الدكتورة ميس محمد مختلف أنواع الرسم، من الألوان المائية والخشبية إلى الفحم والرصاص، لكنها وجدت شغفها الحقيقي في فن الرسم بالرصاص.

“السيدة زيزف”.. لوحة الصمود والذاكرة

تبرز لوحة “السيدة زيزف” كأبرز أعمال الدكتورة ميس محمد، وقد عُرضت في معرض “بيت سوري للفنون” بمصياف.

واستوحت الفنانة فكرتها من قصة امرأة سبعينية من سهل الغاب رفضت مغادرة منزلها أثناء الحرائق الصيفية، مفضّلةً مواجهة النيران على ترك بيت العمر الذي احتضن ذكرياتها.

تقول ميس: “ألهمتني تلك السيدة بصمودها وشجاعتها، وكانت رمزاً للانتماء الحقيقي للأرض والوطن.”

وأنجزت اللوحة خلال أربعة أيام فقط، بعد اقتراح من والدها، لتكون مشاركتها الأولى في معرض فني. إلى جانبها، عرضت لوحة أقدم بعنوان “القاربين”، تحمل رمزية الرحلة والبحث عن الأمان، وتمثل بداية مسيرتها الفنية. تعكس كلتا اللوحتين مراحل تطور أسلوبها بين التجريب والرصانة، وبين الخيال والواقع.

تختم الدكتورة ميس حديثها بالقول: “إن ما وصلت إليه اليوم لم يكن ليتحقق لولا دعم عائلتي التي آمنت بموهبتي منذ البداية، وساندتني في كل خطوة. عائلتي كانت الداعم الأول والأقوى، ومن دونهم لم تكن هذه الرحلة لتكتمل.”

 

المزيد...
آخر الأخبار